حوار مع رفيقة الرصيف بقلم الشاعر ابو الحسن
حوار مع رفيقة الرصيف
ياصغرتي
كنت إذا اذنبت تطهَّرت بصلاة الحرف
فالحروف المؤمنة تعصم القلم عن زنا الحبر
قالوا لا تتوكَّأ على حَوَاسّ الحرف
فإنها أَشدّ ظلمة وأعمق من قاع البحر
قالوا حروفك العذراء حبلى
وألبسوها زوراً وبهتاناً ثوب الكفر
ومن ثم أقاموا عليها الحد
رجموها بألاف أطنان الحجر
اشتد عليها الطلق تحت وابل من الرجم
فأنجبت على عجالة كلاماً يتيماً أسمته القهر
يعجبني غروركِ يا صغيرتي
ومشيتكِ الأنيقة فوق تراب الفقر
أتدرين يا صغيرتي
أين تكمن المشكلة
المشكلة . . .
ان قلت كلمة حقٍ في زمنٍ
تسود حروف كلماتهُ المهزلة
المشكلة . . .
ان بُليّت بعقلٍ أكل الزمان عليه وشَرِّب
يقتات أفكارهُ من نفايات المزبلة
المشكلة . . .
ان خفضت لهم جناح الذل بالرحمة
تُعق بألفِ أفٍ من عقولٍ معطلة
المشكلة . . .
ان تجد عقلك في وادٍ غير ذي فكر
لا تنبت أشجاره سوى الجهل
وأرضه صحراء قاحلة
فتبسمت ضاحكةً من قولي
قالت يا مجنون
حاذر ان يصيب حرفك
افكار الجهلة
تعليقات
إرسال تعليق