رقص الحنين بقلم الشاعر محمد الحكيم

رَقْصُ الحنين على أعتاب أنفاسي

لا الناي ناح ولا فاحت به كاسي 

مُخضوضَرُ الكرم نام الليلَ في خضلٍ

واستيقظ الصبحُ والأوجاعُ حرّاسي 

ليت النهار عزيزٌ مثل فرحتنا 

فينتشي الشعرُ في حيّين من راسي 

إنّ الأثيم وإن أسلفته جِعةً 
يستمطر الكرم إجلالاً لنوّاس 

وأصفرانِ بخدّ الصبح لا خفرا

تجانسا كجناس الفحم للماس 

واعصُوصِرتْ طفِحات الخدّ من مهجٍ 

عصائراً سَكَراً سُكْراً لجلاّسي 

لاينبتُ الكرمُ إلاّ في مُقدَّسَةٍ 

زارتْ رُباها صُفاةُ الجنِّ والنّاسِ 

هذي الصهيباءُ لو جاءتْ بِمُكْرَهَةٍ 

ماخصّها اللهُ بالأنهار في الطّاسِ 

مهلاً نداماي لا حقداً ولا مِقةً 

ماشعشع الكاس بل من شعّ إحساسي 

رفقاً وليفي بشفٍّ من مُشافِهَتي 

إنّ الوليفَ مكان الشربِ كالآسي 

إنْ ضاقت الخيل خيّالاً تخيّلها

أو عزّتِ الآهُ أعزاها لإيناسي 

هل في ربوعٍ وكنت العصر أسكنها 

من صائدٍ صَيِدٍ لحظاً بأقواس 

ماغرّني الشّعرُ بل غارتْ مفاتنه 

حين الجنادبُ أسيادٌ بأجراس 

الوقت شيّعَ من أحلامنا أمماً 

قبل المشيب بدهرٍ شدّ أمراسي 

واستولد اليومُ أيّاماً بها مُهِرَتْ 

منابر القوم من خلطٍ ووسواس 

كأنّما القوم في حانٍ مُحابِيَةٍ 

ما شدّها شَيْ ولا شادتْ بأعراس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان