عزرائيل بقلم الشاعر مصطفى إمارة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
عزرائيل
انا الثوب الذي لن تراه اياك مرتديا
وانا الذي اجعلك خبر كان في الوجود
انا الذي اسلبك اسباب الحياة قهرا
وانا الذي تحسبنّي عدوك اللدود
انا لست بالذي اتى بك الدنيا لتحيا
وانما الموكل باخذك بيومك الموعود
انا الذي اطل بوجهك سبع كل يوم
اتيك فاذهب ثم اتيك فاذهب فأعود
انا عزرائيل ملك الموت والردى موكلا
في من عليها جاعله المغادر الحدود
انا الذي اراك ولا تراني ابدا ابدا
اقبض الارواح وروحي يقبضها المعبود
فلا لك من مفر مني زيارتك بموعدها
فحتما ستستسلم هامدا ومرتعا للدود
وذلك قدرك يا من وجدت على متنها
ستبتلعك عاجلا ام آجلا وذلك المعدود
فثوبك الذي سترتديه لن تره يكسوك
نسج بعلم الغيب مقاسا لحال الرقود
ما كان الله ليخلق شيئا بغير قصد عبثا
فمنحه ايامه الخمس واخرهن الممدود
يا عبد الله : لقد جبت الارض من اجلك
وما تركت مكانا الا وبحثت لك عن خلود
لشربة ماء لتشربها ولقمة زاد لتقتاتها
ولهواء تتنفسه فما وجدت لك من جود
فامتثل لنهايتك واستسلم خضوعا وخنوعا
فنصيبك جف كما يجف الماء من العود
وما تبقى لك من عمل ليرفع لميزانك
لا صياما ولا قياما ولاركوعا ولا سجود
فذاني جئتك اليوم فهيا من غير وداع
فمالك وحالك كانا واليوم انت مردود
ها قد جئتك الان وما كنت لاخلف موعدا
فانا ملك الموت ياعبد الله أفي الوعود
فامكث مكانك ويا الروح اخرجي الي
من كل مكان كنت تحييه واتركيه ملحود
فمن مات قامت قيامته والامر لمستقر
يمينا ام شمالا دربه بالميزان موجود
فلولا البداية ما كانت نهاية ولا مجرى
فبالنقصان الخلاص وبالصعود مجهود
فاخرج من الدنيا وامكث ببرزخك لبعث
وستقوم لترسل الى جنة او للنار وقود
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
من أشعاري : مصطفى أمارة
تعليقات
إرسال تعليق