معراج بقلم الشاعر حسام منير ضاهر

(معراج )
وَعَرَجتُ صوبَ البدر يدفعني الرجا
ورحلتُ أبغي في جواره ملتجا

وركبتُ سرج سحابةٍ متحلّقاً
أفقاً  تزيّن  بالنجوم  تبرّجا

وسرحتُ في مَلَكوته متنقلاً
بين الكواكب أرتقي متدرّجا

حتى وصلتُ سهيلهم فوجدّتُه
متسيّداً   بربوعهم    متتوّجا

فنزلت عن مسروجتي مترجّلاً
ببلاطهِ ،    بتحيّتي    متلهّجا

متودداً بلطافتي ودماثتي
وموطّئاً  للزّيارة  مُولَجا

ردّ التحية باسماً بحفاوةٍ
ومرحّباًوموسّعاِ ومفرّجا

قال اقترب يازائراً ببلاطنا
انزل عزيزاً مُكْرَماً متغنّجا

وسقانيَ النور الفريدَ مذاقه
في قربةٍ منها الضياء تثجّجا

فشربت من مشروبهم متلذّذاً
أجلوْالصبابة في النهى ومعالجا

فكأنني حين ارتشفت ضياءهم
ابن السنا  بولادتي  متخدّجا

عادَ انثنى متحنّناً متواضعاً
عن عرشهِ متسائلاً متلجلِجا

عن حُمرةٍ فوق الثرى وغشاوةٍ
قد أغطشت، شفقٌ بدا متبلّجا

أطرقت رأسي سارحاً بإجابةٍ
لسؤالهِ  متحيّراً  متحرّجا

فأجبتهُ  بمرارةٍ  وبحسـرةٍ
حُرق الفؤادُ بجمرها وتنضّجا

ذاك الذي يعلو المدى متخضباً
بطلٌ قضى مستشهداً متضرّجا

وغمامةٌ فيها الدخانُ مراكمٌ
زفراتنا مع نارنا تتمازجانْ

أحلامنا سنواتنا وحروبنا
قد أُشعلت ولها الجميعُ مؤجِّجا

شنّوا الحروب عداوةً وجهالةً
هرمَ الفتى بجحيمها وتفلّجا

نارُ الوغى ماوفّرت ببلادنا
متيبّساً أو آخضراً متحرّجا

أو بلبلاً أوصادحاً بفلاتنا
حجلُ الرّبى نسيَ الخُطى فترجرجا

وغدا الشبابُ طموحهُ ومثاله
شبلٌ تدرّع بالسلاح تدجّجا

هوذا حصيدُ زروعهم وبذارهم
قد أضمروهُ مخططاً وممنهجا

ونتاجُ فكرٍ فاسدِ وضلالةٍ
ورداءُ شرٍّ بالخيانة نُسّجا...
.......... 

- ولأجـل هـذا  كلّه  متمنياً
نيل القبولِ مجاوراً متمازجا

ولقد هجرتُ ديارهم وخرابهم
وقصدتُكم دون الفراقد مخرجا

فلعلكم  تتكرموا  بقبولنا
نجماً جديداً لامعاً متوهّجا

فأضافني متعاطفاً لسمائه
مُستوزَراً ولنجمةٍ متزوّجا

فجلست أرقب موطني متحسّراِ
ومـنـاجياً ربّ السـما  ليُـفـرّجـا

عنه الكروب مسامحاً ومفتّحاً
أبوابَ صفحٍ  بالعدالة  أرتجـا
*********
حسام منير ضاهر
٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان