ضمائر مكفنه بقلم الشاعر عثمان الاقرع

ضمائر مكفنة 

......

وهل من الشعر ما يحيي فينا الأمل 

وهل القلم يواسينا ويمسح دموع المقل 

أيامنا نعيشها تعاسةً وضاعت منَّا زهوتها

من الفجر إلى المساء كد وتعب وعمل 

ألا ليت ما نسعى إليه يسد فجوةً

أو ليت الذي نتمناه بفرحةٍ وصل

من الحروف نخط ومن الكلمات نرسم

في ليل السكون أحلاماً ونرتب جُمَلْ

زمن الهيبة عدى وزمن التكالب هَلْ 

الجفاء والجشع والجحود كل منهم حَلْ

قناع الزيف يا بشراً غزاكم به تتجملون

وقمر الحق الساطع بنوره ها قد أفل 

مفاخرةً نستغل بعضنا بكل شطارةٍ

والشاطر فينا من لأخيه يسلبه الأمل

أيُّ زمنٍ وأيُّ بشرٍ غدونا هو زمن العجائب

فيهِ كل شيء تغير والشيطان فينَّا تَحَصَّلْ

الصدق والإخلاص والود في رقود مستمر

والرياء بات من الشيم فينا يصول ويتجولْ 

الأمانة باتت في خبر كان جبال أبت حملها

فغدونا ياحسرةً بسوء الأمانة يُضرب بنا المَثَلْ

الحياء في رحلة طويلةٍ قد قطع تذكرة السفر 

لاخجل ولا رادع،من قلة الحياء كاد ينطق الجبل

لعبة الطرابيش سائدة بيننا دون خجل

من رأس هذا لرأس هذا،و نسينا الأجل

الصدق في حبال المشانق عُلق مودعاً

وأصبحنا بعسل كذب الكلام والأقنعة نتجمل

السلع فاقت أحلام ما تتمناه أضعافاً

ضمائرٌ مكفنةٌ ما بالخزائن لم يُكتَمَلْ

الحسبة لم تأتي كما تشتهي الأنفس 

مابقيَّ إلا إستغلال الهواء،كل شيء مُحتَمَل

فهل يا تُرىَ من يشعر بالخلق مسترحماً

أم أن الجشع والرياء والجحود باقٍ للأزل 

رافعي الأكف بانتظارٍ من الله فرجاً يأتينا 

فلا أحوال تتغير إلا بالرحمة القلوب تتمول 

.............

عثمان الأقرع ..سوريا