وتظن بقلم الشاعر محمود علي الحسن

وتظنُّ أنِّي في عيونِها مغرمٌ   ***           كلَّا فإنِّي من عيوني هاربُ.

إن كنتُ في يومٍ طلبتُ ودادَها ***     فمنَ المحالِ اليومَ أنِّي  أطلبُ.

إنَّ الهوى عندَ الصبا لا يُشْتَرى ***   رغمَ المحبةِ كلِّها هو كاذبُ.

لو كنتُ قدْ صارحتُها في حبِّنا  ***   لوجدتني عندَ العيونِ أحاربُ.
:
لكنَّني فطنٌ وأعلمَ ما جرى   ***   للعاشقينَ الأولينَ وأحسبُ.

عشقوا لأعوامٍ وزادَ ودادُهم   ***   ونسوا بأنَّ الفقدَ منهمُ أقربُ.

والصمتُ مني لم يكن بغضاً لها *** فالصَّمتُ من وجعِ الفراقِ لأطيبُ.

قد قدَّرَ اللهُ العظيمُ فراقَنا  ***     والخيرُ فيما قد يريدُ ويكتبُ.

فاللهُ لا يعطي المرارَ لعبدهِ   ***         إلَّا ليبقى في الشدائدِ أصلبُ.

فلعطفهِ قدْ كانَ فقدٌ مسبقاً   ***  فالفقدُ بعدَ الاعتيادِ سيصعبُ.

ولئن خسرنا في الحياةِ لمرةٍ***        فبلطفِ ربِّ الناسِ دوماً نكسبُ.

محمود الحسن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان