تطور العشق بقلم الشاعر وعد أبو شاهين
..... // تَطَوُّرُ العِشـــــقِ // .....
قَد صَارَ قَلبِي فِي الهَوَى بُســـتَانَا
كُلٌّ يَعِيثُ وَكَسَّـــــرَ الأغصَـــــانَـا
لَكِنَّــهُ مَا عَـــــادَ يَعشَـــــقُ غَيرَهَا
وَلِغَيرِهَا لَـم يَحتَسِــــب حِســـبَانَا
هِيَ نَبضَــــةٌ وَمَكَانُهَا فِـي خَافِقِي
هِــــيَ نَفحَةٌ قَـــــد أطفَأَت بُركَانَا
أخبَرتُـهَا أنِّي سَـــــكِرتُ بِحُبِّـــــهَا
مَعَ أنَّنِي لَم أرتَشِـــــف فِنجَـــــانَا
وَعَزَفتُـهَـــــا لَحنَاً جَمِيـــــلَاً طَيِّبَاً
لَكِنَّهَا لَـــــم تَســـــتَسِـــــغ ألحَـانَا
مَا ذَنبُ قَلبِي كَي يُلَاقِـــي جَفوَةً
هَـــــل ذَنبُـهُ أن كَتَّمَ الأشـــــجَانَا
لَا لَن أُطِيلَ سِــبَاحَتِي فِي بَحرِهَا
لَـــــن أرتَمِي فِي يَمِّهَا غَرقَـــــانَــا
وَبِلَحظَـــــةٍ خَاطَبتُهَا فِي خَاطِرِي
لَم أُبــــقِ لِلعِشـــــقِ الحَمِيمِ دِنَانَا
هَيَّا ارحَلِي وَلتَخرُجِي مِن خَافِقِي
مَا عُدتُ أرغَبُ أن يَظَـــــلَّ مُهَانَا
إنِّي وَإن كُنتُ المُتَيَّمَ فِــي الهَوَى
قَد صِرتُ فِي سَاحِ التُّقَى عُنوَانَا
وَمَحَبَّتِي طَوَّرتُــــهَــا بِتَنَاغُـــــمٍ
مَعَ صُحبَـــةٍ صَيَّرتُهُم إخـــــوَانَا
وَشَمَمتُ رِيحَاً مُقبِلَاً مِن يُوسُفٍ
رَدَّ البَصِيـرَةَ وَاســـــتَقَمتُ زَمَانَا
وَفَلَقتُ بَحرَاً لِلعُلُومِ بِضَـــــربَــةٍ
تِلكَ العَصَـــــا حَوَّلتُهَا ثُعبَـــــانَـا
وَخَرَجتُ مِن نُونِ العُلُومِ لِأرتَقِي
مَعَ يُونِسَ الطُّهرِ النَّقِـــــيِّ مَكَانَا
وَطُرِحتُ فِي نَارِ الأتُونِ لِأصطَلِي
مَازِلتُ مِن ألطَـــــافِهَـــــا بَردَانَــا
وَمَسَحتُ عِلَّةَ أبرَصٍ فَشَـــــفَيتُهُ
أحيَيتُ مَوتَى جَهلِهِم عِرفَـــــانَـا
وَبَنَيتُ صَرحَــــاً لِلعُلُومِ بِمَنهَجِي
وَنَهَلتُ كَأســـــاً صَافِيَاً وَمُصَــانَا
وَصَنَعتُ فُلكَاً مِن عُلُـــــومِ إلَهِنَـا
وَنَصَحتُ قَومِي حَطِّمُوا الأوثَانَا
وَشَقَقتُ بَدرَاً فِي السَّــمَا بِعَزِيمَةٍ
مِن خَالِقٍ فَـــــوقَ المَــــلَا مَولَانَا
هَذَا سَبِيلِي فِي الهَوَى هُوَ وَاضِحٌ
قَد صِـــــرتُ فِيهِ مُتَيَّمَاً وَلهَـــــانَا
.........
تعليقات
إرسال تعليق