وحي الفرات بقلم الشاعر ابو اسامة المنسي الغريب
وحي الفرات
الصمت يهذي أنيناً كمّهُ الحَزَنُ..
والموقُ يُفصحُ ما لم تدْرِهِ الأُذُنُ
ضرعٌ أدرّ سريَّ الشِرب ألقمني
شطراً إباءً وشطراً يستفيض حنو
عذبٌ فراتٌ له عزٌ ومَنٌ سكنوا
أَبدَوا شموخاً إذا ما بِاسمهِ لسنوا
يا ساقيَ العين ها قد شئتَ أُنزفها
شوقاً وحبّاً وبالآهات تُحتَقَنُ
تلك الرمال على جنبيك ملهمةٌ
تهوي اليها قلوبٌ أزّها الشجنُ
مالي أراك كسير العين منطوياً؟
ندب الثكالى وجلدٌ عاثه الدرنُ
وي يا فراتُ فهل يرضيك فعلتهمْ
رمال شطّك بالادماء تعتجنُ!؟
لم ارضَ لكنْ يضوع القدّ عطرهمُ..
يشفي شغافي إذا ما ابكهمْ حضنوا
أيا فرات ألم تعهدْ تناثرهم
بين الأسنّة أشلاءً وما دفنوا!
همْ زبدة الاهل أسيادٌ، كفو، رخصوا
كل مهجة الروح ما ذُلُّوا وما ذعنوا
هاقد سقاهمْ رذاذٌ شاردٌ فربوا
بين الأكام ورودا جذرها المحنُ
والزيزفون على شطيك معتكفٌ
يشدو حنين أبٍ أشقى نهاه بنوا
والصخر ينشج من ارجائهِ وجِعاً
ويلطم الخدّ كفُّ الماءِ والضغنُ
هلّا نهرْتَ بشيٍ من سمائلهم
او من أثارة هِدمٍ شالها البدن
علّي أشمّ زكيَّ المسك او أرهمْ
بين الرماس لهم رسمٌ ولي سَكَنُ
هذي المقادير شاء الله مقبرهم..
اللّحدُ صدري وما في محبري الكفنُ
مالي اراك اجاج الذوق؟! من ألمٍ
دثت دموعي وعذبي أجّه الهتنُ
اين الاحبةُ؟ منهم عيرَ اجنحةً
خلف البحار وساء الحال ما وكنوا
منهم شبابٌ وطفلٌ كان يبهجني
والزائرون ولكن كلّهم دفنوا
لم يبق عندي سوى( بشرٍ) يرافقني..
محدودب الظهر غشاه الويل والفتنُ
شيحٌ يمدّ بوادي الشام متّكئاً
أيك الرصافة لا يعنيه ما دهنوا
والقاطنون وشاح الهم طلعتهمْ؟
هم الوناسةُ لا حولٌ ولا وطن ُ
والوارداتُ؟ ينحْن الخلَّ أغنيةً..
كانت رموزاً لأجل الحِبّ يفتتنُ
امست نواحاً فادمت عين طارقها
بلَّ اللثام َبما اشجى النوى لدَنُ
صفصافة الجال جمّت ثوبها! ولما؟
تخشى الغزاة وإفْكَ التابعين دنو
لم تكشف الساق إذ عشّاقها وشموا
قلوب حبٍّ ورمزا وهْيَ تأتمنُ
هذا القضاء ودنيا الخلق مغرمةٌ..
لله فيها شؤوناً تبدها السننُ
حالي كحالك يا نهر العطا وجِلٌ..
طال المطاف فأنّىٰ تجْنح السفنُ
تعليقات
إرسال تعليق