أشواق بقلم الشاعر غسان الضمان

أشواق :

سامرتُ ليلي وأطياف تداعبني

من عتمة الليل حتى ساعة السَّحر

أسائل البدر هل للغيد من أثر

فيهمس البدر إنّ الغيد من خفري

فهم طيوف إذاما رمت رؤيتهم

فارقب طلوعي وقد أنبيك بالخبر

وإنْ ظننتَ بأنّي سوف أحجرهم

فلا تدعني وحيدا واقتفي أثري

فقلت يابدر هل تدري بما فعلوا ؟

قل لي ويكفي عذابي منك ياقمري

مُذ غاب بدري عذاب الشوق أنهكني

كمَن يذوق طعام السُّمِّ في خَدَر

قد غاب عني وروحي فيه مرقدها

وهكذا سَنَّ ربُّ العرش بالقدر

أبكي وأشكو وجمر البعد يحرقني

وقلبه جَلْمَدٌ أقسى من الحجر

فالبعد أرهقني والهجر آلمني

وما إلى راحة في الرُّوح من أثر

عَزْفِي وشدوي عن الأحباب أغزله

أقضي الليالي مع النّايات والوتر

محاجري ذرفت من حَرِّ أدمعها

وأعيني عُطِبَتْ في مدمع البصر

دَمَتْ جراحي وكيُّ الملح ألهبها

وجَمَّر الجرح للأحشاء والوتر

حتى غدوتُ ضليعا مُشبَعا ألما

وحلَّ بي وجع أودى إلى الثَّبَر

فليت ربِّي بِمَن أحببتُ يجمعني

سُكْناهم القلب من يومي إلى الدَّثَر

شوقي يزيد ومنهم أستقي ألما

لم أقض في البعد من أطيافهم وطري

فعطرهم عبق إِنْ أقتفي أثرا

يبقى الدَّليل لهم إِنْ يختفي بصري

في القلب هم سكنوا  . والله ما بَرَعوا

في طيِّ دهرا تقاسمناه بالسَّمَر

لم أنس ذكرهم ماشمسنا شَرَقت

وشَمْتُهم في عيون الخَلْق كالدُّرر

تالله إِنْ وطئوا أرضي سأزرعها

وردا نديّا شَذيّا طيِّبَ الوَجَر

إِنْ يسكنوا مَرْبَعي بالرُّوح أحفظهم

أدعو لهم عَوْدَهم في ساعة الجَأَر

وفي قريضي وبين الناس أَذكرهم

وفي دُجى الليل يشكو الصّدرُ مِنْ حَصَر

................................................ 

بقلمي : غسَّان الضّمان