في كل صباح بقلم الشاعر ابو لاوند مصطفى
في كل صباح .. ؟!
---------------------
في كل صباح
قبل كل شيء
اطلق ابتسامة صغيرة جدأً
لأطمئن ..
إن كان وجهي
ما زال يحتفظ
برحيق الهوى ، بين الشفتين .
أقرأ أشعاري
لأطمئن ..
على حروفي
التي كانت حتى ساعة متأخرة
تسبح في بحر الظلام
وإن كانت قد وصلت
إلى ضفتها ، سليمة
معافاة .
أذهب إلى أطفالي
في سريرهم
لأطمئن ..
إن كانت القبلة
التي زرعتها على وجناتهم
في آخر المساء
اذا ما أزهرت وفاحت
بأريجها في أرجاء الغرفة .
في كل صباح
وقبل كل شيء
أتناول جرائدي
لأطمئن ..
على بلدي
اذا كان قد تعافى
من جروحه النازفة .
وأنتظر على الباب
تلك القبلة
التي ستدفعني بقوة
وبفرح ..
بين هذه الوجوه العابسة
والتي ستعطيني
الشجاعة ..
لأواجه ضعفي و ألمي ويأسي ..
بشجاعة ، لا تقهر .
في كل صباح
وقبل كل شيء
وقبل ان ازفَّ شفاهي
بقبلة الوداع .
أتأكد ، فيما
اذا كنت قد نسيت
أن اضع في حقيبتي
حبوب الصداع المفاجئ
وارتفاع الضغط المفاجئ
وارتفاع السكر المفاجئ
والهبوط الحاد لنبض القلب المفاجئ .
وأتأكد، فيما
اذا كنت قد نسيت
اخذ كل الاحتياطات اللازمة
في حال ، أصبت
بطلق ناري
او قذيفة عشوائية ، غير متوقعة
تسقط ...
فوق احد المنازل
او فوق شجرة
او في شارع يعج بالمارة
او فوق حافلة تقل الاطفال الى مدارسهم .
قذيفة عمياء
قذيفة بكماء ، خرساء
لن نسمعها
لن نراها
فجأة ً
تسقط
ويسقط معها الكرامة .
في كل صباح
وقبل كل شيء
اقرر شيئاً
ويحدث عكس ما أقرر
اتمنى شيئاً
ويحدث عكس ما اتمنى
اكتب شيئاً
ويحدث عكس ما أكتب
وأحمل اليك باقةً
من ازهاري
وعندما تسقط القذيفة
فنلملم جثامين الشهداء
فلا يهون عليَّ
أن أتركها عارية على الرصيف
فأغطيها بباقة أزهاري
وأعود إليك
خاوي اليدين
الا من بعض الابتسامات الممزقة
كانت تصد الشظايا
عن الوطن ..!!!
تعليقات
إرسال تعليق