دع عنك العشاء بقلم الشاعر سليمان شاهين ابو اياس
.... دَعْ عنك العَشاءَ ونَمْ خفيفا ....
فَدَيتُكَ هَلْ ترى شَهماً شَرِيفا
نزيهاً طيِّباً وَرِعاً عَفِيفا
يَرِقُّ لِحالِ مَنْ يشكونَ جُوعاً
ولا يَجِدون مِنْ طُعْمٍ رغيفا
لقد كان الرَّغيفُ لهم كَفافاً
ويكفيهم منَ الأكلِ الصَُنوفا
فما بالُ الرَّغيفِ غدا نحيلاً
رقيقَ الحالِ خوّاراً ضَعِيفا
صغيرَ الحجم ليس له بريقٌ
عليلَ الجسمِ مهزولاً عَجِيفا
وكان مُحَبَّباً لِلنّاسِ حتّى
رآهُ المُعْوِزُونَ لَهُمْ حَلِيفا
ومِثلَ البدر ترمُقه المَآقي
ومِثلَ الحُقِّ يستهوي الأُنُوفا
وكان قُبَيلَ أنْ يَرْقى بِسِعرٍ
يَزِفُّ لِكُلِّ مَنْ يبغي زَفِيفا
فَيَدْهَمُنا بِتقنينٍ قَرارٌ
أتى بِوَجيعِ قَسْوتِهِ طَرِيفا
يقولُ : الفردُ يكفيهِ بِيومٍ
من الرُّغْفانِ ضَيفاً أو مُضِيفا
رغيفانِ افْتراضاً ثمَّ ثُلْثٌ
فَلَيتَ اليومَ كانَ إذاً نَصِيفا
أيكفي اثْنانِ مِن خبزٍ وثُلْثٌ
فَتىً أو عَيِّلاً غِرّاً ظرِيفا
أليسَ بِمُذهلٍ ما أنزلوهُ
بِمَنْ لا تِبْرَ يملِكُ أو صَرِيفا
ألا يخشَونَ صَرْفَ الدَّهر يوماً
وإنَّ الدَّهرَ يَدَّخِرُ الصُّروفا
ألا يخشَونَ في الدُّنيا حسيباً
ويومَ البعث رَبّاً لنْ يَحِيفا
إذاً فَلْيَرْقُبوا يوماً عصيباً
إذا جاؤوا الإلهَ غداً لَفِيفا
فقالوا : لا تجادلْ في قرارٍ
يَراهُ ذَوُوهُ إِنجازاً مُنِيفا
فليسَ يَصِحُّ أنْ تبقى بَدِيناً
ويَحلو منك انْ تبقى نَحِيفا
فَكُلْ صُبْحاً وظُهراً باخْتصارٍ
ودَعْ عنكَ العَشاءَ ونَمْ خَفِيفا
----------
سليمان شاهين /أبو إياس/
..........
كَفافاً: يسدّ الحاجة فقط
عجيفا: هزيلاً
الحُقّ: وعاء المسك
زفيفاً:سريعاً
صروف الدهر:نوائبه
تعليقات
إرسال تعليق