نعوة بقلم الشاعر سليمان غانم

" نعوة "

كلامُ الليلِ يمحوه النهارُ 
      فلا تحزنْ على لغوٍ يُثارُ 

لأنَّ الحبَّ وهمٌ مستساغٌ 
      حقيقتُهُ سرابٌ أو غبارُ 

و أنَّ الصبحَ لا يلقى غروباً 
    تساقط َخلسةً عنه الخِمارُ 

كؤوسٌ يانعاتٌ خمرَ بؤسٍ 
    له في علقمِ الوجدِ اعتصارُ 

فهلْ تشكو إلى البكماءِ صمتاً 
      وهل يغنيكَ في نطقٍ حمارُ 

فلا تجزعْ إذا الأيّامُ ضاقتْ 
        خِناقاً بعدَهُ يحلو الخَيارُ 

و تسخرُ مَنْ رياحِ النأي روحٌ 
       تبرعم غصنُها ونما الخضارُ 

ربيعاً ضاحكاً بلمى شروقٍ 
            تقبِّلُهُ  البلابلُ و الهزارُ

على الشفتينِ يغدو الطلُّ وعداً 
              بآتٍ لا  تعاقرهُ القِفارُ

نصيحةُ شاعرٍ ما ضلَّ عِشقاً 
     و لا خمدتْ بخفقِ القلبِ نارُ 

تمهّلْ أيُّها الآتي هياماً 
     فقد شاختْ بأعيننا الديارُ 

تمهّلْ فالشموعُ تئنُّ ثكلى 
     على حبٍّ هزيمتُهُ انتصارُ 

أليسَ العقلُ زينةُ كلِّ واعٍ 
     بهِ يزدانُ فِكرٌ أو حوارُ 

أليسَ العقلُ إبحاراً وغوصاً 
     تهادنهُ المرافئ و البحارُ 

فدَعْ في القلبِ ما أودعتَ سرّاً  
           سنيما في ً شَفَّ عِلَّتَهُ الحصارُ

و دَعْ ما فاتَ للذكرى طقوساً 
     ملطّخةَ الرياءِ لمَنْ تواروا 

لعَمري إنَّ شعري ضاقَ ذرعاً 
      بأسئلةٍ  و أجوبةٍ  تحارُ 

لمَنْ صِغتُ القوافي ذاتَ وهمٍ؟
           لليلٍ ليسَ يدركهُ نهارُ

لإعصارٍ أحاطَ الروحَ وهناً 
     فلا ضررٌ يدومُ ولا ضرارُ 

سأعلنُ نعوةَ الغسقِ افتراقاً 
      لعلَّ الضوءَ في الديجاءِ عارُ 

هي الذكرى التي انشطرتْ شجوناً 
      إلى أشلاءِ مَنْ رقصوا و داروا 

كطيرٍ ضمَّ مديتُهُ عِناقاً 
     و ناحتْ في نجيعِ اليأسِ دارُ 

فما صدقوا بما قطعوا عهوداً 
          كأنَّ النأي والسلوى قرارُ

            " البحر الوافر"

سليمان غانم       2021/9 /9

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان