عزف الروح بقلم الشاعر غسان الضمان

عزف الرُّوح :
عزفت وأحشائي تئنّ لما بيا
وليت الذي أقفيه يدري بحاليا
فتلهب روحي إِنْ أتته ملمّة
ولله أشكو إنْ يحلُّ مصابيا
وكل حياتي ليس يبدو كمالها
إلى أنْ أرى وصل الشّتيتين باديا
هما فسلتا نخل وجمّار خافق
وما بين شقّيهم أرى السّاق ناديا
وإن يأتيا نحوي أظلّ محملقا
وفي العين عبرات وتفضح مابيا
فللقلب فصّان وليس بواحد
وإنْ صنت منهم واحدا صنت ثانيا
فهذا له فَصَّ وللصّنو آخر
من القلب ، فالأرواح تهوى التّلاقيا
وإنْ غرّد الحسّون في منزل له
يناغي له الشّحرور : أهلا مناديا
وفي شُعَبِ الأحشاء تسري رياحهم
وتعصف كي تحيي ضلوعي البواقيا
كذا قُصَب البلعوم تَشْرق حَسْرَة
إذا مبضع الجرّاح مَسَّ الغواليا
فكم كنت أغدو في صباحي باكرا
لِأُطعمهم ممّا نما في البواديا
ولا المكر يعنيني ولا الغشّ شيمتي
ومن غدق يبقى لنا الله ساقيا
هما فلذتا قلبي وتاج لخافقي
ولا بهما من يستبيح التّنائيا
فإن حلّ سقم فيهما ظلّ منهجي
من القلب أدعو الله والله شافيا
فذا الشّيب يغزو مفرقي ببياضه
ولم يبق لي في العمر إلّا تواليا
وحقّ الذي سوّى البنان وضمّها
كأن سنيني قد غدون لياليا
إذا عفتُ روحي كي تنال جزاءها
وهذا قضاء الله يقضي لما بيا
فلا لن أكفَّ عن الذي قد وهبته
حياتي وأحشائي وروحي وحاليا
فيامبضعا إياك فالجرح داميا
وهوِّن على من صنته في الحواشيا
قضيت وزوجي العمر نجزي عطاءهم
ولم نسقهم إلّا قراحا وصافيا
فنرجو من الله القدير كَفافَه
ونرجوه أن يبقى إلينا معافيا
.....................................،
بقلمي : غسّان الضّمّان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان