بيت القصيد بقلم الشاعر فادي مصطفى
بيت القصيد
حطّت رحال القلب في مهدٍ خلا
من حشرجات الصّدر أو سوء الطّلى
فاشتدَّ عودي في مواجهة الكرى
وكأنّني طودٌ على درب البُلى
وإلى النّواصي قد صعدتُ تحدّياً
فهي الرّكيزة في ملامسة العلا
هل ينهج النّهر المسيلَ تصاعداً
نهري مشى نحو الشواهق مقبلا
آثرت رشف الغيم عن نهرٍ جرى
فالعزّ لا يرضى شراباً موحلا
فهي اليمين بما استعرت مشاعراً
وهي الشّمال بنبض قلبٍ أكملا
وهي البنان إذا امتشقتُ فراسةً
نصل الحروف لنسج أكمام الحلا
كسَّرتُ أبواب التّقوقع حينما
جعلت لأرتال المشاعر منزلا
قالوا بوجه الرّيح أغلق منفذاً
وأنا امتطيت عواصفاً كي أرحلا
لا خوف من وقع السّنين بجبهتي
أو من بياض الرّأس لا والله لا
بل رحلتي نحو العلاء تميّزت
بتحدّياتٍ كنتُ منها أنبلا
ما ضرّني صوت المدافع بل غدا
من بعض أوزان المواجع أثقلا
هذي بلاد الشّمس تشرق عنوةً
والفجر من جنباتها قد أُشعلا
هذي سنين البؤس خلف ظهورنا
لا بدّ أن تجد المباسم محفلا
اللّوز أزهر رغم بؤس خريفه
لا شكّ كان على الرّبيع مؤمّلا
هي منذ أن وطأت بيادر دفتري
للزّهر صار على كتابي موصلا
فلكم قطفت من المواجع بسمةً
ولكم لمستُ الفجر من قبل الكلى
هذا ردائي بالشّعور مرصَّعٌ
مثل الثّريّا نجمها لن تبدلا
أنّى لروحي أن تزيد تألّقاً
لولا الشّروق غشاء ألواني جلا
بعض اللّيالي ضيّعت سمت الهوى
حتّى رأيتُ السّحر في ريم الفلا
فجعلتُ أوتار الخليل برمشها
وجعلتُ ألحان التّصابي منهلا
مسَّدتُ أطراف الخيال لأمتطي
غيم التّفرّد في الغوى كي يهطلا
فهطلتُ كلّي فوق زهر ربيعها
ورحيقُها أوتار قلبي بلّلا
هذي جروحي من مواجع موطني
ونشوبُ شعري بعض أحزاني سلا
رفرفتُ حيناً والحمامة كي أرى
من كان يحمل في البيادر منجلا
بعض السّنابل عانقت أحبابها
والبعض منها لم تجد متأصِّلا
من يبذل النّفس الأبيّةَ للثّرى
هو نجمةٌ وعلى الجميع تفضّلا
أحبب، ولا تفقد بربّك رحمةً
ما كان من بيت المحبّة أجملا
القلب يجمع موطناً وحبيبةً
مهما يجوب مصاعباً لن يذبلا
بيت القصيد إذا وددت ترفّعاً
فاجعل بلادك كالحبيبة موئلا
تعليقات
إرسال تعليق