أحزان مهاجر بقلم الشاعرة بهيجة خضور
أحزان مهاجر
______________
ظلٌ من الحزن في خَطوي يُتابعُني
فلا مجالَ لفرحٍ قد يُساورني
توطّن الحزنُ في ثوبي وفي بدني
حتّى غدا توءماً للروح يُرهقني
أدمنْتُه طائعاً مستسلماً ثَمِلاً
ممّا سقاني كؤوساً حتى أترعَني
وافيتُهُ يومَ خذلانٍ مُنيْتُ به
في موطنٍ سامَني ظلماً وأوجعَني
فالابتسامةُ تاهَتْ عند مُفْتَرَقٍ
واستعذبَ القلبُ ترحالاً يسابقُني
هجرتُ أهلي وأرضي والدموعُ دمٌ
لغربةٍ تسرقُ الأفراحَ تخنقُني
ألوكُ ليلاً طويلاً لا صباح له
وأرقبُ الفجرَ في أحداقَ تحرقُني
وأرتقُ الجرحَ والآمالُ ذابلةٌ
يراودُ النورُ ليلاً بات يقتلُني
شوقي إلى الدار يضنيني ويتعبُني
ومالكُ القلبِ في نبضي يعاتبُني
وأحسد الصحبَ ممن ضمّهم سمرٌ
في مجلس الأمسِ كان الأنسُ يسعدُني
أيا رفاقي وأنتم نبضُ أوردتي
أرنو إلى الطّيفِ يَقليني ويؤرِقُني
تمسّكوا ببلادٍ تركُها ندمُ
ولا تُطيعوا سراباً عنها أبعدَني
ناديتُ ذا العرشِ أنْ ربّاه خُذْ بيدي
فليس إلّاكَ مِنْ ذا الهمِّ يُنقذُني
يا خالقَ الخلقِ هل لي اليومَ مِن أملٍ
يحيي فؤادي بأفراحٍ تكلّلُني
وهل أعودُ أشمُّ التربَ معتذِراً
أقبّلُ الأرضَ والأقدارُ تُسعِفُني
تعليقات
إرسال تعليق