هديل بلا اجنحة بقلم الشاعر محسن فندي
-هديلٌ بلا أجنحة-
*****
القلقُ.. مئزرُ الوقتِ
في لوحةِ الأمنياتِ
لا الكفُّ.. تمتنعُ عن الإمتدادِ
ولا سيفُ القهرِ يرفضُ القطعَ
فالعينُ لم يباركها
الحلمُ بعدُ
فقدْ غابَ عدادُ الوراءِ
يالِ الوراءِ.. ما أجملهُ
حيثُ جدتي تستفزُّ
طنجرةَ الحليبِ
على مواقدِ الحطبِ
وتُقَمِّرُ خبزَ التنانيرِ
كخدِّ الصَّبايا
جدتي الَّتي تنحاذُ
دائماً للشروقِ
وهي تمشِّطُ جدائلَ السَّنابلِ
هناكَ حيثُ ينامُ القمرُ
(يعلمُ اللهُ)كمْ منَ المرات ِ
على أسوارِ حديقتنا
الدافئةُ كقبلةِ الأمهاتِ
يحلمُ بعصفورةٍ حنجرتها..
من عقيقٍ
وهو يسرقُ من مساءاتنا
ظلمةَ المغاورِ
حيثُ كنَّا...!
نعلنُ للأرضِ الإنتماءَ
في منتهى الصَّمتِ القادمِ
من مقبرةِ النُّفوسِ
ليغمرنا شوقٌ لولادةِ وطنٍ
جميعُ راياتهِ غصَّتْ بالسَّوادِ
ولمْ يزلْ يحتلُّ أمانينا
ويقطنُ العيونَ
وهو يتعرَّى أمامَ
سمومِ الغربِ
ويخلعُ جميعَ حليِّهِ الفاخرةِ
ويقدِّمها رشوةً للعفاريتِ الزُّرقِ
رجماً بعددِ التَّوابيتِ
وهي تمتلئُ بموتِ الضَّمائرِ
وتطيرُ بغيرِ هدىً
وبلا أجنحةٍ.
بقلمي
محسن محمَّد فندي
M.M.F
تعليقات
إرسال تعليق