الخريف بقلم الشاعر كمال بشتاوي
الخريف
في الخريف ِتحملُ الغيومُ أجنتِها
وتنامُ بين طياتِ السحابِ
ثم تستيقظ ُعند اكتمالِ القمرِ
ليحتضِنَها البنفسجُ
ويداعبُها عودُ الصليبِ
فيغريها بعِطرِه
قبل أن تلُقي بأجنتِها
فوق َحقلِ الزعفران
في الخريفِ تتساقطُ أوراقُنا
ونحنُ في غفلةٍ ودون أن ندري
في الخريفِ نودعُ بعضَنا
ونخافُ من هروبِ العمر ِ
حتى الرمقِ الأخير
في الخريفِ تهاجرُ الطيورُ
ويتسللُ الموتُ بهدوءٍ
في نسغِ أجسادِنا
وتصبحُ الغيومُ أكثرُ سواداً
يربكُني فصلُ الخريفِ
فأتكئ على حزني
أحاول طمأنةَ نفسي الأخرى
هو بدايةُ تفتحِ زهرةُ الغريبِ
ونهاياتِ بعضُها الأخر
هو فصلُ انبعاثِ البنفسجِ
وبدايةُ البياتِ الشتوي
هو فصلُ نهايات ِالأشياء
ينبِئُني سنجابُ الأرضِ
بهطولِ الودقِ
وإغفاءةُ الطائرِ الطنان
فيربكُني هدوءُ هذا الفصل
فأغفو أنا أيضاً
أنتظرُ تبدلَ الفصولِ
هو أيلولُ البدايةِ والنهايةِ
أيلولُ هجرةُ الأرواحِ
وبرزخُنا الدنيوي
فلا حياةَ فيهِ ولا موت
وقبلَ الرحيلِ الأخير
سأقبلُ زهرةَ الغريبِ
وأصافح ُخشخاشةَ النهر
التي تلُقي بذارَها
لتعيدَ خلقَ الحياةِ من جديد
فأنا ألقيتُ بذاري
لكي أعودَ بعد موتي للحياة
فانتظريني
لعل العمر يزهر من جديد
تعليقات
إرسال تعليق