هي من هناك بقلم الشاعر كامل بشتاوي
هي من هناك
هي من هنا و من هناك
يسيرانِ بخطاً مثقلةٍ
يتوهان في الضبابِ
في لحظةِ عشقٍ
تمطرُ السماءُ زهراً
على شتلةِ حبق منسية
على شاطئٍ مهجور
تزقزقُ العصافيُر حزناً
وبكاءً على المكان
هي من هنا وهناك
وهوملحُ الأرضِ
وصوتُ نايٍ حزين
مثقلاً بالأوجاع
محملاً بعبقِ النارنج
ورطوبةِ المكان
هي لا تدركُ بانها
مازالت على قيد الوطن
وهو لا يعلمُ بأنها
مازالت هناك
تمسحُ الجراح
وتزرعُ القمحَ صباحاً
ثم تتلو أياتٍ بينات
ثم تغفو بعد جهدٍ
تنتظُر عمراً جديد
أو ربما برعماً
قد نما بينَ الصخور
تحتضنهُ مثلَ طفلٍ
تحاصرهُ الذئاب
عند ميناءِ الرحيل
يقول لها ابقي هنا
كزهرةٍ لا تذبلُ أبداً
أو كشجرةٍ أبديةِ التكوين
لتكن مشيئُتك
من انينِ الأرضِ هناك
إبقي فراشةً
لا تخشى الظلام
او نجماً يضئ العتمةَ
للعابرينَ إلى البرزخِ
أنتِ من هنا ومن هناك
وانا من رمالِ الوجعِ
وصريرَ الأبوابِ المغلقة
لا تعتذري عن الغياب
فكلنا غياب
وفي صقيعِ الشتاءِ
وعند حدودِ البلادِ
المثخنةِ بالجراح
نبحثُ عن ملاذٍ امنٍ
وعن سجادةِ صلاةٍ
قربَ خيمةٍ منسيةٍ
من زمنِ صلاح الدين
لكي تقينا شر البرد
ونتلو فوقها فاتحةَ الكتاب
أنت من هنا ومن هناك
وهوملحُ هذهِ الأرض
فانتظريهِ علهُ يعود
مع صهيلِ الخيلِ
وصوت يقرأُ من بعيد
إذا جاءَ نصُر اللِه والفتح
وهو يرى وجهكِ الكنعاني
في انعكاسِ كلِ الأشياءِ
لكي تبقين هنا وهناك
ويظلُ هو ملحُ هذي الأرض
تعليقات
إرسال تعليق