ابنة الفينيق بقلم الشاعرة ربى جرجس دويب

ابنة الفينيق 
همس شغافي لها كما لو كانت آلهتي 
وهبتها مجثات نبضي وخلجاني 
رويتها عشقا من دماء شرياني 
فأزهرت بساتين قرنفل بمروج مرمر 
صقلت  بحسنها من القريض 
صولجانا مزنرا بياقوت وعاج 
أشبه بحبل سري يغذي ثريات السماء 
بقناديل من نور ينير ثراها 
كلما تنهدت ركعت خاشعة في محرابها 
أبهرت بمقلتيها الخضراويين 
كل من واراه النظر إليها ولو برهة 
هي معشوقتي السرمدية 
هي معشوقتي الأزلية 
ترقص تجاويف فؤادي طربا بين حنايا أدمتها 
فوالله 
لو وقع لحظ هارون عليها سلبته اللب 
ووهبها سر من رأى 
وعلى عتبات زمن أعته 
واراها المرائيون كما الثعالب الماكرة 
تتجلى في ثياب عفة 
جلدوها بسياط غدر 
أمطروها بحجارة من سجيل 
اعتقدوا أنهم اغتالوها على مذابح التهلكة 
ولكنهم خسئووا ورب الكعبة والشام الشريف 
هي العنقاء ابنة الفينيق 
أبت الرضوخ ناهضة بكل جوارحها 
شامخة كما الحباريات في كبد السماء 
باسطة نفوذها كما السامقات بعد مخاض عسير 
معلنة الولادة من جديد 
يا بنة الفينيق حلقي 
فممالك روما تجثوا تحت قدميك 
حلقي بقوة الخالق 
فلك السلام ومنك السلام 
بقلمي ربى جرجس دويب 
سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان