الصمت المخيف بقلم الشاعر فادي مصطفى

الصّمت المخيف

قرأتُ معالمَ الصّمت المخيفِ
فروضٌ من تخاريف الخريفِ

يخاف السّهم من خطأٍ تعدّى
حدود اللّين أن يهوي بصيفِ

حسبتُ الصّمت صمتاً ليس إلاّ
جوابٌ جاء من عجز الكفيفِ

تمرُّ ذبابةٌ يدوي صداها
كألف حمامةٍ عند الرّفيفِ

أنا واللّيل والنّجوى وصمتي
وبعض الأنس من همس الحفيف ِ

يراعي يقتفي إثر اجتثاثي
حروف الوصل للحسِّ الرّهيفِ

فأسمع صوت دندنة التّمنّي
قُبيل تهكّم الفكر النّظيفِ

تناديني جراح الأمس حتّى
أضيفَ الطّيف في أسماع ضيفي

أتشعرُ في جناح الطّير ريحٌ
إذا الغيمات تأتي بالوصيفِ ؟ 

أقيس النّبض في أصداء صدري
فيرتفع الشّفيف إلى الكثيفِ

فما أحسنت في إرضاء قلبي
ولا أفلحت في وقف النّزيفِ

صحيحٌ أنّني استخدمت غمداً
ولكن ذاب في أطراف سيفي

دروب اللّيل أقصر من شرودي
جواد الشّعر كاللّصّ الظّريفِ

جروح الرّوح حرّضتِ المآقي
لتجري في الهوى من دون كيفي

أزلتُ غشاء حشرجة استيائي
من الأوهام فى آتٍ ضعيفِ

لأجمعَ ما تبقّى من كتابي
وأحرقَ من حقولي كلّ زيفِ

انا ما اخترت عاصفتي ولكن
بلادي لن تقسِّمَ للخفيفِ

فكن صخراً بهذي الأرض تبقى
وإلّا لن تلاقي من وليفِ

تعلّم كي تُعلّمَ من سيبقى
دروس العيش من ماضٍ مخيفِ

بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان