بين ظهر وعصر بقلم الشاعر مصطفى محمد امارة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بَينَ ظُهْرٍ وَعَصْرٍ
شَرِبَ الْخَمْرَ وَرَقْصَ عَلَى الْجَمْرِ
وَرَأَى بِنَفْسِهِ جَبَّارًا نَمِرًا اوْ صَقَرَ
فَالْخَمْرُ مِنْ الْعِنَبِ مُحْرَّمًا مِنْ مُحَلِّلٍ
وَالشَّوْكُ بِعُنْفُوَانِهِ الْأَلِيمِ يُمَزِّقُ الزُّهْرَ
تُرى الْبَاعُوضَةُ بَيْنَ الذُّبَابِ عِمْلَاقَةٌ
وَمَا يَأْتِي بِهِ النَّهْرُ يَلْتَهِمُهُ الْبَحْرِ
وَقَفَ وَيْكَأَنَّهُ يُنَاطِحُ السَّحَابَ تَكَبُّرًا
يَدُبُّ بِقَدَمَيْهِ بَطَرًا عَلَى بِلَاطِ الْقَصْرِ
تَهْتَزُّ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِ قِبَابِهِ رَجَّاجَةً
وَمَا ادْرَكَ انْ مَصِيرَ الصُّلْبِ بِالنَّارِ صَهْر
"سَادَ وَمَادَ" وَمَا جَادَ مِنْ مَوْجُودٍ عِنْدَهُ
فَفَاقِدُ الشَّيْءِ لَا يَجْنِي مِمَّا لَدَيْهِ الّا الْقَهْر
لَوْ مَيَّزَ الْعَسَلَ مِنَ الْخَمْرِ مَا طَغَى
وَمَا انْتَظَرَ التَّوَاضُعَ حَتَّى يُدَسَّ فِي الْقَبْرِ
مَا كَانَ مُرُورُهُ فِي الدُّنْيَا الَا كَبَعْضِ يَوْمٍ
وَمَا كَانَ بِحُسْبَانِهِ الَا انْ يَعِيشُ الدَّهْرُ
مَا حَسَبَ الَا انْهُ كَانَ بِنَفْسِهِ صَلْداً فَخُوراً
وَمَا أدْرَكَ أَنَّ الْحَيَاةَ كَبَينِ ظُهْرٍ وَعَصْرٍ
وَعِنْدَمَا انْقَضَى زَمَانَهُ قَضَى وَجَفَّتْ مِيَاهُهُ
فَأَطْبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ أَوْ ذَرَّتْهُ الرِّيحُ فِي النَّهْرِ
فَذَهَبَ فِي الذَّاهِبِينَ اوْلَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ
وَأُحِيلَتْ صَحَائِفُهُ لِقَاضِي القُضَاةِ لِلْنَّشْرِ
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تعليقات
إرسال تعليق