صحوت هذا اليوم بقلم الشاعر طارق العساف

صحوت هذا اليوم

فوجدت الوقت ذاته

الذي مر منذ اكثر من عام

لكن فارق عقارب الساعة كبير

بين توقيت السعادة وبين الألم

فقصدت مرآتي كما المعتاد

لأبحث عن ملامحي

بعد موت مؤقت

يحدث معي كل يوم

فـ رأيت في وجه المرآة

وجه آخر… يشبهني كثيرا

قد غزى الشيب ليله الأسود

سألته من اين جاء هذا الياسمين

فرد علي متبسماً بكل هدوء

بملامح اتعبها الرحيل والسهر

هو نتاج الليالي التي قضيتها هناك

حيث كان الحنين ينام بمهدي ولا انام

حيث كنت امشي بشوارع المدن

دون أن اعبر ودون ان اصل

اترقب وجوه المارقين بالدرب

ولا ارى احداً يحمل نبضه

حيث كان الجميع ينظرون

فلا يرون الا ظل اجسادهم في الطرقات

حيث كانت الابواب كلها مشرعة

فقط للرحيل الذي يخلفه رحيل

فـ اقتربت ونظرت لها بتمعن اكثر

ومن ثم مسحت بيدي وجه المرآة

فتساقط من عليها غبار الوحدة

الذي كان يغمر تفاصيل الاماكن كلها

ورأيت وجع القلب الذي تعكسه

تلك المرايا صامتةً تحكي قصص كثيرة

لعابر سبيل مازال عالقاً بوجه الأماكن

فأسدلت ستار الذكريات راضياً

بما آلت اليه الأيام بقلبي

متوشحاً ياسمين العمر مبتسماً

وارتجلت احلامي باحثاً عن طريق

قد ارى فيه الآخرين يحملون قلوبهم

دون اقنعة دون آلوان زائفة

دون غبار يغطي وجه الأماكن والمرايا

#طارق_العساف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان