ذكريات شاعرة صغيرة بقلم الشاعرة سمرة زهر الدين

ذكريات شاعرة صغيرة

أمسكتُ قلمي لأكتب أشعارْ/اً
فرح بها الأهل 
وقال أبي : 
إنني من الشطّار 
فمن وهج كلماتي 
جعلت الليل نهارْ/اً 
قرأها أستاذي 
فقال : يا ابنتي 
إن شاءت الأقدارْ 
سيكون لك في عالم الأدب مقدار 
لم أستطع أن أكتم فرحتي 
وكم كانت كبيرة لهفتي 
لعناقه ...
لولا خوفي من الأشرار 
صرت أتسرب ساعات 
لمكتبه بين القاعات 
أعطيه ما كتبت 
ليضع لي العلامات 
وكان يكتب عليها 
كلمات ليس لها نهايات 
كبرت فرحتي 
لما أصبح في جعبتي 
مواضيع فوق المئات 
قال أستاذي :
يا ابنتي 
لك كل مودتي 
هل تودين توثيق ونشر ما كتبتِ ؟

-أكيد يا أستاذي فهذه أمنيتي !!

سارع بأشعاري 
لدارٍ ليست كالدارِ 
مليئة باللوحات 
صور الرواد والرائدات 
الكتب مركونة بثبات 
استقبلنا رجل وقور 
لكنه على عملي لم يكن غيور /ا
قرأت  له ما أعددت 
وما اختاره أستاذي 
وبه اعتززت 
وجم وجه السيد الوقور 
ممثل الثقافة والنور 
وقال بصوت جهور :
أنت يا أميرة ما زلتِ صغيرة 
ولا أحد يجد الحبور 
في قراءة كلمات 
لصغيرةٍ ليس لها حضور 
..صرخت بصوْتٍ جَسور 
صمت له كل الحضور 
ياعم ! !!
سأقرأ بعد 
وأسمعك شعري لو سمحت 
لم يعرني انتباه
ورفع يده ملوحاً بالوداع 
خرجت مع خيبة الأمل 
أجرّ  أذيال الخجل 
من أستاذي الوقور 

فقال مواسياً :
وصوته يشعُّ بالنور 
لاتحزني يا ابنتي 
فكلها شهور 
وتجدين اسمك
بين الكتّاب ممهور  
وفي النقابة لكِ جذور 
يُعملُ لك ديوان 
يقرؤه  كل الحضور 
الشياب قبل الشبان
فليكن عندك أمل 
وهيا إلى العمل 
فما زلتِ صغيرة 
كالملاك أميرة...

أسعدتني كلماته 
وبت أحفظ مفرداته 
ومرت الأيام 
ضاع الحلم مع الزمان
نسيت الشعر والكلمات والأمان 
غصت ُفي بحر
الفيزياء والرياضيات 
وبظني أن كل شيء قد  مات
لكنني أعدت شريط الذكريات 
أمسكت القلم 
وجدت أنه مازال عندي أمل 
ومازال قلمي يودُّ البوح والثبات
فقررت أن أكتب من جديد
قصة حياة..
سمرة زهرالدين
سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان