مئة يوم بقلم الشاعر خالد الخطاب
مئة يوم
( مئة يوم )
عَدَدتُها مِئَةً ما زِلتُ في ألَمي
فيها فَقَدتُ عَزيزَ الرَّحمِ والشِّيَمِ
فيها افتَدَيتُ بلادي كُلَّها كَرَماً
فلا تَقيسوا عَليَّ الفَضلَ من كَرمِ
أمَّا عُيوني فَقَد جَفَّت مَدامِعُها
في طُغيَةِ الحَربِ ليسَ الدَّمعُ من شِيَمي
حَتَّى القَوافي بَكَت إن رحتُ أنظِمُها
بالدَّمِّ دونَ قَراطيسٍ ولا قَلَمِ
ورحتُ أنظُرُ للخلَّانِ أينَ هُمُ
فما وَجَدتُ خَليلاً رَدَّ من سَقَمي
في واحَتي قَد يصيرَ الماءُ مُأتَسِناً
شَرِبتُهُ دونَ نورٍ بَل على العِتَمِ
ما كُنتُ أحسَبُ أنَّ العَونَ مُنسَلِبٌ
لم نَلقَ مِمَّا أذاعوا غَيرَ بالكَلَمِ
وَلُّوا عَلينا ذِئاباً ساسَةً وَهُمُ
لَيسوا سِوى شِبهَةٍ كالنَّعلِ للقَدَمِ
حتَّى بِظُنِّهِمُ وَلُّوا شَهامَتَهُم
هَيهاتُ؛ بِئسَ ما وَلُّوا مِنَ القِزَمِ
حتَّى تَناسوا بأنَّ الشَّعبَ ذو هُمَمٍ
ولَيسَ خادِمَ ساساتٍ ولم يَقُمِ
آهٍ قُصَيَّ ألا عَجَّلتَ في طَلَبي
حتَّى أغادِرَ هذا الجورَ إن يَدُمِ
صارَ العَبيدُ كَساداتٍ ولَيسَ لَهُم
مِنَ السِّيادَةِ غَيرَ القاعِ في القِيَمِ
أبشِر قُصَيَّ فَحَشرُ اللهِ مَوعِدُنا
يَومُ اللقاءِ ويَومُ الجَمعِ للأمَمِ
في جَنَّةِ الخلدِ هذي الأمُّ تَحضِنُنا
إن نَحمِدِ اللهَ في الأقدارِ والنِّعَمِ
الشاعر خالد الخطاب
والد الشهيد قصي
تعليقات
إرسال تعليق