الرُوح ياصبحُ بقلم الشاعر تمام طاهر سلوم الخزاعي
قال المهلهل
قصيدة من
البحر الكامل
بعنوان
الرُّوح يا صُبحُ
يا صُبحُ ما هذا الدَّلال وقد غفا
في عارضيكِ هدايتي وضياعي
يا صُبحُ لو جاءَ الحِمَامُ ضممتُهُ
مثل الحَمَامِ وما خشيت فجاعي
يا صُبحُ إنَّ العينَ تبكي من دمٍ
تمضي إلى الجودِيِّ دون وداعِ
خِجِلٌ أنا والصَّدرُ يلطمُ بعضَهُ
لَطمَ الحُسينَ وقد هوى بِكُراعِ
هلَّا فَرَشْتِ الوردَ يحملُ بعضَهُ
في سلَّةٍ حمراءَ نحو بقاعي
إذْ ما طلبتُ قِراكَ ليلةَ حُبِّنَا
والصَّحنٌ مكسورٌ بغيرِ شِباعِ
وكأنَّ نابَ النَّاهشاتِ شققنَهُ
إذْ مَرَّت الغزلانُ بين سباعِ
فَضَرَوْنَ مِنْ جُرُحٍ ومِتْنَ بلحظةٍ
وجرت دماءُ النَّحرِ دون وعاع
فدعي الهوى إن كنتِ أنتِ مصيبةٌ
ودعيهِ في أشواقهِ القرقاع
ولقد حلفتُ على المذاهبِ كُلِّهَا
حِلفَ الحديدِ بِزَلَّةٍ وجماعِ
وتركت ما قاست جواهلُ عصرنا
أو قاسَ إبليسٌ من الأبداعِ
الجسمُ مِنْ أَرَقٍ أضرَّ بنفسه
والرُّوحُ لا تقوى على الإبداعِ
السَّلسبيلُ وتينةٌ أوراقُها
خُضُرٌ على ورقٍ وتوتٍ ناعي
والشَّمسُ ضاحكةٌ بغيرِ تَبَسُّمٍ
والذِّئبُ في غنمٍ بغيرِ الرَّاعي
نَعَقُ الغُرابِ معَ الرِّياحِ رجيعُهُ
في كَلِّ راقصةٍ من الدَّعداعِ
الموتُ يا صُبحٌ بلونٍ أصفرٍ
والرُّوحُ من موتٍ إلى إسراعِ
إنْ جاء يوماً دونَ أيِّ مواعدٍ
خنعت له الأرواحُ في الإجراعِ
فتمهَّلي لا تسبقيني قد بكى
ثديُ الَّتي في حُضنها إرضاعي
فأنا بلا أمٍّ يتيمٌ أو أبٍ
وأنا الوحيدُ بعالمِ المذياعِ
صُبِّي لَعمْرُكِ من خموركِ مرَّةً
لا تُفرغي كأسي بغير كِراعي
قد جَرَّنِي ذنبي لحتفي جهرةً
لم أدرِ مركبةً بها إقلاعي
وجثا على صدري كأنِّي خُنْتُهُ
يوم انمحت من حُبِّهِ أرقاعي
فمتى أأوبُ إلى الرَّحيمِ ودينهِ
والخوفُ يحملني إلى الإقلاعِ
حسبي من الدُّنيا حِماهُ ونورُهُ
ما كُنتُ إلَّا شَنَّةً في القاعِ
حسبي بمكَّةَ ما بها من جَنَّةٍ
وجِنانُ ذاكَ القبرِ ذي الإرواعِ
فأنا بغيرِ مُحَمَّدٍ في غُربَةٍ
وبغير أحمدَ دون أيِّ شِراعِ
يا تُربةً شَمَّتْ رياحَ مُحَمَّدٍ
هلَّا بصقتِ التُّربَ في أضلاعي
إنْ كان يشهدُ من رَأوْهُ بنورهِ
فأنا شهدتُ النُّورَ في روعائي
انتهى
بقلمي
تعليقات
إرسال تعليق