ياراحلين بقلم الشاعر هاشم الفرطوسي
يا راحلينَ
يا راحلينَ..عن الديار تريثوا
قلبي غدا كالجمرِ في النيرانِ
وأنا على صمتي أغوص بحَيرتي
نار الهوى تقتاتُ من أفناني
وعواصف الأشواق تقلعُ مهجتي
وتبعثر الأيامَ في كتماني
يا راحلين تمهّلوا لا ترحلوا
فلربَّ ثانيةٍ تُغيثُ ثواني
لأضمَّ من باتت لروحي توأماً
وحبيبةً يهفو لها تَحناني
وأعانق النحر الشفيف وأرتوي
من ثغرها فتذوبُ في أحضاني
يا حادياً للعيس مهلاً إنها
بيتُ القصيد بأحرفي وبياني
ميّاستي مجنونتي معشوقتي
محبوبتي وفراقها أدماني
في مقلتيها راعني لون الأسى
وثغاء قلبٍ في النوى أبكاني
لملمتُ ساعاتي لأفترشَ الشقا
ويعومَ زورق حَيرتي بهواني
وأظل أمنح كلَّ فجرٍ صرخةً
تدوي بأركاني تشلُ كياني
ويغوص في كفِّ الشعور حفيفهُ
ثعبانُ شوقٍ يستبيح مكاني
والشوقُ يلسعُ وحدتي بِسياطهِ
وجهاً وظهراً والشحوبُ كساني
وضلوعيَ البلهاءُ تحتضن الردى
ومخالب الحِرمان في اجفاني
أصداءُ حشرجةِ الشتاء بمضجعي
وعناكبٌ نَسجت على حيطاني
عُمْري يمرُّ كما تمرُّ سحابةٌ
من دونها سيغيبُ في النسيانِ
هي فرحتي إن لاح ركبُ عبيرها
يُنبي.. ستصدح دونها ألحاني
وتطير أسراب الطيور لواحتي
فيعودُ ينبضُ بالهوى شرياني
تعليقات
إرسال تعليق