رحلة الشعر بقلم الشاعر ياسين عزيز حمود
رحلة ُ الشِّعرِ
إِرحلْ على وتَرِ الجراحِ وفوقَ أشرِعةِ المخاطرْ
إرحلْ نسيماً عاطِراً , واغمرْ بيادِرَنا النواضرْ
يا شِعْرُ يا وطنَ الهوى ! فالعِشقُ يكبُرُ إذْ يُهاجرْ
وانسُجْ وِشاحاً للرُّؤى مِنْ سِحرِ أجفانِ السَّواحِرْ
غامرْ على موجِ النّوى , إنّي أُحِبُّكَ أن تُغامرْ
فالقلبُ روضٌ للهوى , ومُرَيْجِةٌ للطَّيرِ عابِرْ
أوَ تذكرينَ أغانياً , والسِّحرُ في جفنيكِ آسرْ؟!
بلْ أيَّ حلمٍ أخضرٍ أنا في جفونِكِ لم أُسامرْ؟!
سمراءُ كانتْ والرّبيعُ كلاهما وطني المُسافرْ
أنسيْتِ أزهارَ الرّياضِ ضواحِكاً مِلءَ المعابرْ؟!
أو بَسمةَ اليَنبوعِ عندَ لقائِنا بينَ الخمائلِ والضّفائرْ؟!
أنا والنّسيمُ جفونُكِ السّمراءُ تعلمُ كمْ نهاجرْ
عيناكِ أم ْ فرحُ الرَّبيعِ يقودُني نحوَ المهاجرْ؟
عيناكِ أدرى أنّني مِنْ أجلِها أبداً مُغامِرْ
هيّا اسكُبي كأساً لنرشِفَها على رغمِ الزّواجرْ
لا ترحلي مِنْ مُقلتي , إنْ ترحلي تبكِ البيادِرْ
وأغصُّ بالدَّمعِ الحزينِ , وأنثني, فالكلُّ غابرْ
ما الحُبُّ ماتَ بخافقي ما دامَ في الدّنيا مشاعرْ
والحبُّ يزهو كالرّبا مُتباهياً أبداً وقاهِرْ
ولسوف َ تبقى الأُغنياتُ هَوامساً , بَوْحاً , عَواطرْ
وبرغمِ عاصفةِ الحَقودِ , ورغمَ زمجرةِ الكواسرْ
سترنُّ أجراسُ الحنينِ بعالمي , أنا لا أُكابرْ
فالشوقُ مهدي , والرَّبيعُ قصائدي , نشوى المعاطرْ
وبغيرِ أحلامِ الهوى بجفونِ عاشقةٍ وشاعرْ
تُمسي الدُّنى - وبرحبها - تُمسي يباباً كالمقابرْ
أمضي على وترِ الحنينِ مُسافِراً , ولِهاً , وحائرْ
وسفائني لا يستقرُّ بها السُّرى فوقَ الجزائرْ
أنا والرَّبيعُ مُهاجرانِ , أيا سنونو لو تُهاجرْ؟!
كُرمى لدمعةِ طفلةٍ أنا ألفُ مجنونٍ وثائرْ
وبكلِّ دربٍ في حنايا الكونِ أحزاني تسافرْ
أنا لا أُقامِرُ بالصِّحابِ وبالوفا , أنا أُقامِرْ
أنا لا أُتاجِرُ , مبدَئيْ يأبى , ويرفضُ أن أُتاجِرْ
أنا أكرهُ الألوانَ في وجهِ الصديقِ وكلِّ غادرْ
أنا لا أُساومُ بالمبادئِ بالضميرِ , ولا أُغامرْ
هاجرْ على جرحِ النوى , يا شِعرُ , وارسِلْ لي بشائرْ
واغمرْ دروبَ العِشقِ بالقُبَلِ اللهيفةِ والأزاهرْ
حلّقْ عزيزاً وارتفعْ فوقَ العواصفِ والخواطرْ
للذلِّ تيجانُ الملوكِ وكلُّ فاجرةٍ وفاجرْ
فالشِّعرُ أغلى أن يعيشَ فجورَهمْ ..., فوقَ الأكاسِرْ
ولسوفَ يرفضُ ذلَّهمْ وصَغارَهمْ , ويظلُّ حاضرْ
فالأرضُ نحنُ , وجبهةٌ لاتنحنِي للرِّيحِ صافرْ
كِبريْ, شموخيَ , عزّتيْ , وكرامتيْ فوقَ المصائرْ
ولسوفَ أبقى ساحة ً للموتِ لو يعدو مُغامِرْ
والأرضُ كلُّ الأرضِ قد تغدو إذا غدرُوا مقابرْ
ثُرْ , وانتفضْ في وجهِ مَنْ شادُوا على القهرِ العمائرْ
وانزعْ عباءاتِ اللِّحى عنْ كلِّ قوَّادٍ وجائرْ
واعصفْ بأفنيةِ القصورِ , وخلِّها- يا شِعرُ- غابرْ
تعليقات
إرسال تعليق