انسلاخ بقلم الشاعر علاء عبداللطيف منصور
انسلاخ
______
.....و(رتب مواقيتك)
لملم درر شجونك
من منادل أحزانك رقرق عقيق عقوقك!!
أطلق يواقيتك..
انهض على حرفك...
كذا قالت لي عرافة الياسمين
حين ضربت على صدري رمل القدر
و فرطعت نردها الغجري على رخام القضاء
قالت: من أزرقك الساكن إلى أصفرك الكامن
ستعيش ألف عام إلا خمسين قصيدة
ذاك ممكن لفينيق عصيانك
مطلق لرماد ألوهة هجرك الغادر
لا..لا تغادر....
أيائل قوافيك الغضة
سارحة على مشاطح معناك القديم
أنصحك: (رتب مواقيتك)....
نشنش أنساغ يقينك بسيالات تاسع حواسك الوثقى...
التي لا يدانيك في بعث منابطها أحد...
أنت كاف النون
(رتب مواقيتك)...
هات إلى محاجر شغفي كحل رؤاك الفجرية
هات مرود إخلاصك..
.أرسمك على غضيض عيني رموشا حندسية..
اخلقني ضلالا و حكايا منسية...
سدد أشباء أناشيدك إلى ضرع جواي
ابقر بطن ارتباكي و استحلب فحواي
عللني...
في مجمر كبدك العزرائيلي غلغلني
أصيح في مغامض أنخاع قهرك بردا اسرافيلي البلاغ...
قلت: لم يعد يعنيني منطق الفراغ...!
القادم هادم لا محالة
إياك إياك أن ترتب
تمرد
تشتت
تفجر
تجرد
كل شيء هالك إلا الرب و وجه غيبتك!!!
اصلب على نخلة عشقك ناسوتك..
بخنجر لاهوتك انحر مواقيتك...!!!
قالت:
حرر أنفاسك من رئة الروع
اشهق دهرك
ازفر قهرك
قلبك سيق رهابا..اغتيل عبابا....
انقش أبجدك طعانا في كبد الشوق الأرعن
وشما فر أساساً من زند التكوين الأحرن
قالت:
حزنك لجلج إجهاضا من رحم الطبع المأفون....
قرحك جلجل أنباء حنين
تل جبين العمر وفاء..
جز نواصي الهيبات خلاصا..عز مناصا..
خيبات خيبات....
قالت: اصبر....
و انظر...
كيف تعالى بياض الشيب
فوق سواد العمر..سباها..
رهينة والهة..ظلها تناهى رعاف ضفاف..
دل عليه سعير(اللحظات)..جلاها..
أبصر...
جحفل خوف..و قطيع من ذؤبان الرعب غزاها...
أنت المستبصر دربا خلف رموش الصد
أنت تراها..
أنت فقط..لا تسمح إلا لرؤاك يقيناً..
يقيناً أنت تراها...
و ارحل..
إياك و لفت الأنظار..
لا ترأف
لا تلهف
مأساتك أكبر...
بعدك طوفان و هلاك...
اصنع سفينة من أيباس ذكراها
تمخر أهيال الأهوال زحافا
مفتوح الضم على كسر التسكين رماها..
من أنت؟!
من أنت حين صديع الصبح أناجي
مولاتي في أوج الوصل الصافي
أخرق كل أسوس العادة
أتفرس غيبا..أكشف ريبا..
أشهد دهشات الشدو الشارف فوق طلول الشجو الشاجن...
أستعرب سرك إسفيرا ممسوس السرحات..
أستشذر أمشاج نشيد حارد
شذ عراء.. سل حرابا..
في خاصرة الصفح الصالي صر غمودا..
جن مداها.....
قالت: اسمع...
اسمع صلصلة الغضب الساكت!!!
أنصت..صرخات من جب الحيرات!!!
و تقول:(خلاص)!!!!
غداً تنتحر......!
شفعاؤها سبعون قصيدة...
لن يرتد بعدها قيد هباء من صداها...!
لم أقترف سوى قصيدة و قصف ريحان
لم أستبح دون محابري عرضاً
و لم أشهر في وجه العتو إلا قلم
و نون من كنانة الكاف...
دفاتري تشهد
و(معناي) خير الشاهدين..
لم أرتكب دونها أي مرتكب
ذاك اتهام عجب..!
أنا المجرم و المجروم و الجريمة...
تلكم نهايات أهل النهى
حصيد لا بورك في حاصده
عانقته مناجل الاستبداد ظلما و عدوانا
قبل انحناء سنابله على سيقانها العارية اخضرارا في مهب صرصر الغدر الواجف في مضامير اللهفة الخرساء...
و لا غنيمة....
و قهر على مد إرناءته
ينتعل سنابك الضنى
يجتاب يهماء الهجران القصي
يتمتن سرج ذكرى
ضجيعة خريف هارب.. خليع عن ترهات الفصول...
فرعاً متفرعنا على الأصول اللئيمة..!
حزن جليل..
باذخ القدر..بارخ الهمم..
مستنسر الكبرياء..
زعيقه قصائد هابيلية الدم..
مسفوحة بلا شهود
بخنجر الحسد الضاري
مستشرب من عيون البغي القابيلية
يحموم سموم الحنق الحارب
دونه صمت مطبق
صرع مصائخ التجلي الأكبر
لا غرابيب و لا محكمة
تقضي بمواراة لطائف الثريا
في كثيف الثرى...!!
تلك شرائع رجيمة....!
لعنة الطين
استمكنت(كبد)النور
(بمارج من نار)
صلصلته خوابي جحود جالوتي الشقاء..
شاقته أبابيل مقلاع داؤدي الصبا..
لا تعتري مصاميه خائبة
لا تنتاب منابيه نائبة
كان ذلك؛
سردته تلك العرافة.
حكته و تنهدت....؛
قالت:لا تخف..تلك حكاية قديمة....!
أتكفيك جمرة من سعير ضلوعي؟!
يتناشى على رحمة حميمها بخور ذكراك..
تصولين سبعا و سبعة عشر وسبعة و عشرين حول مرقد وعدك المكذوب!!
في مزار وعيدك المشؤوم!!
لا..لن أغفر لك....
إلا ما شاءت(شموع كبدي)!!
كان يا ما كان
في قديم الزمان
كان لدي روح.. أنت ريحانتها
و كان ثمة قلب سقيم
أنت طبيبته..!
و كنت قصيدتي اليتيمة...
وااااأسفي عليك...!!
(هذا تأويل رؤياي من قبل)
اضحكي....
قريباً يتسنى المشهد الأخير
أمامك (يوم عبوس قمطرير)
وااااالهفي عليك...!!!
يا (صغيرتي)
كم أنت غشيمة....!!
....أجل..
و غربتي المشوهة غول زرقاء
مشتالة من خاصرة القذع
أمعنت نشبا في أمشاج المواعيد
تلك(مواعيد الندى و الورد)
آه....هل يذكر الخزام لقش الأريس؟!
و السوسن الغافي على خشاخش العوسج المارح مع عزيف اليباب
لا أصداء تصل من هاتيك الرسوم
حين يندلق خندريس الفجر من دن الحندس
في جفان الأمداء الخرساء
لا هسيس و لا حسيس...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
هناك...
خلف السطور بألف معنى
بيت القصيد مشاد بجماجم القهر
و بئر العشاق عطلها السعاة
الحزن لبلاب الألباب
خنقت تلابيبه أنساغ الأكباد....
ختمتها بشموع الدموع
طغيان على طغيان....
آخ يا(أماه).. إنه موت السنديان....
و امتحال أناشيط التمريس....
واهمون ....
تباريح ريح
لا تمت بأية صلة لأي أمل..
و الحق يقال:
هذا الشوط للنسيان...
(و المكتوب يعرف من العنوان)
و الأمر مهول..لا ملق و لا تدليس....
غرقى في أضحال الضحى...!
نحن الذين رزحنا لجيلين
تحت أنيار الاستبداد؛
نبحث للخلاص عن موطئ قدم....
نعود..نرقش أوشام الخيبات
على رمل الندم...!!
نجر أذيال أنكاس الرهان....
صاغرين ككبرياء بلقيس!!!!
نحن المعجونون بخميرة الضنى...
غداً لن تذكرنا الآصال حين تمر من هنا....
الزمان ممقوت في عرف المكان!!!!
(لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا)
فلتت من معاقلها العقول
و الأفئدة نشف زيت مشاكيها
إنها صولة الأوغاد..
خسران على خسران....!
لا غال يفتديه أي نفيس...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
شاخ ريعان صباك و شاب...
و جرحي لا يزال في عز الشباب!!!
رخصا خضيلا..أريحيا لوذعيا...
رحبا..حكيما..مطلق الايراء..
تتمشى فيه نصال الحنين
طاووسية الخيلاء..
تتمشور تياهة الملح
ترتاده غزلان المنى مراكض غزل
و وغى(كبدي)حامية الوطيس...!
(لكن الطفل فينا برغم الخوف ما زال يبحر نحو البعيد ، يفتش عن صدفة
تجود بها الأقدار ، صدفة تقوده نحو الأمان ، فيستريح من تعب المشوار)....
في برزخ التقديس....
سأنساك...
سأنساك...و أنسى أنك نسيتني...
و أنسى عهدك المسفوح
رعاف قصائد جندلها الجفاء
(مواعيد الندى و الورد)
قرضها مقرض النكث
غفلة عن حادي تلك العيس...!!!
و تحت ليل أليل
تختدر في عبه شمس ضرعاء
شاخت ألظاء سعيرها الكان...
خانتها في سرير المحاق
بدور تعرجنت قبل أوان التعريس....
(أللشقاء ولدتني أمي
أم للعناء ربتني؟!!
ليتها لم تلدني و لم تربني)
أما زال التسآل لجهنم:
(هل امتلأت و تقول هل من عريس)؟!!!
+رماد قصائد+
تعليقات
إرسال تعليق