ذكريات الغد بقلم الشاعر علاء عبداللطيف منصور

ذكريات الغد
_________

من سيبقى معك إلى آخر الدرب؟!
و قد أقفلت قوافل الطاعنين
نحتوا في صفحة ظهرك خارطة...
عواصم مساقطها أغماد
شوارع مشارعها سياط...!

من سيبقى معك؟!
دون ظنون..دون نفاق..دون حرون...
خليع أنت...
مهدور دم محابرك
 في شتى قبائل القصيد
لا دية..لا..غفران..لا سماح...
رموك رمي الجآذر
في أغشام المصائد
بريئان...أنا و ذئب الجوى
نعوي صمتا يزلزل صداه خاصرة الفراغ...!
لن يغفر لهم الجمال هذا الاعتباط...!

من سيبقى معك؟!
قيل في كتاب/الفيدا/المقدس
نقلا عن لسان الرب :
(إن شجرة التين الخالدة
 جذورها للأعلى و فروعها للأسفل)
مثال مضروب على التنزه عن الانحطاط...!

من سيبقى معك؟!
معركة شعواء...
أبطالها الغيرة و الحسد و سوء الظن....!
يتفننون في تأجيجها أيما فن!!
ساحتها صدري..مضمارها صبري...
وطيس بلا حسيس
حرب باردة
صقيعها يلهب الوجدان!!!
سعير زمهرير
عجب عجاب هذا الاختلاط...!

من سيبقى معك؟!
حابل من هنا و نابل من هناك...
سياف من مشرق الوجد
رماح في مغرب الجوى
و رحى الغطرسة دائرة بلا(فرض)
تطحن مربع(الطلب)
في مثلث(البرهان)
تنسف التماثيل و الأمثال
تقلب الموازين خسفا و رجفا
تلوك الأفئدة و العقول
مريب ما نحن فيه
لست عرافا و لا منجما
لا ضارب رمل و لا ممندل نرد..
و قيل الحق...
لا تغص يا قارئي في مغار الاستنباط....!

من سيبقى معك؟!!
انهضوا من سبات التسويف...
اعدلوا عن تطير الممكن و الواجب....
(ليس كل ما يلمع ذهباً)
(ليس كل من تنبحهم الكلاب لصوص)
و لست ممن يلج لجج الاحتياط...!!

من سيبقى معك؟!
صروف الزمان أعملت في خواصرنا 
خناجر مسنونة من نحاس الشقاق..
خارت بنا رمال العمر المر
خوار السكة المحماة في الأرض الحوارة..
و ماء الفراق مرشوق بغزارة....!!
على تمادي التمادي و إفراط الإفراط...!

من سيبقى معك؟!
لا أحد يشبه أحدا
مرايا الذوات تشهد جددا...
(‏لا يوجد شخص يلائمك تمامًا ، يوجد شخص يتنازل من أجلك وتتنازل من أجله ، لأنكما ترغبان بالبقاء معًا..!)
تلك عروة الإخلاص الوثقى
تقصيا على صمدانية الارتباط.....!

من سيبقى معك؟!
(لم يطبق نجمك على نجمي)؛
هروب إلى الأمام...!
لا يغني و لا يسمن من شوق...
و قد جاعت العيون للعيون....
و (الجوع كافر)
و حنيني أشد كفرا
و الكفر أنماط.....!

من سيبقى معك؟!
هذا؛..و منجم الشعر كامن في أحفور الخطر..
سقفه يخر على أقل دقرة فوق هام رواده..!
و القصيدة على شفا الهلاك
و القاصد غوي مبين....!!
ذاك أنا...لا أبالي
و قلمي الزنديق لا يكترث
إن دخلنا تلك الجنة أم تسيدنا الجحيم
حتى لو:(ولج الجمل في سم الخياط)...!

و على كل هذا و معه؛
لست عنثلة و لا إمعة...
لست قليلا و لا أرضى بالقليل...
أعض على الجرح بنواجذ الكبرياء
أمرعه ملح العناد...
أنا ابن الليل و يتيم النهار
أنثر بذور محبتي في كل واد
و لا أنتظر الحصاد
أتركه قربانا؛
تحصده أنامل الأحبة
بمناجل الاستبداد....
دون ذلك لا صراط....!

+رماد قصائد+
*علاء عبد اللطيف منصور*
الجمعة 24شباط 2023
حمص/حي الزهراء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان