ثمة قطة تعيش هنا بقلم الأديب عبد اللطيف خضر

ثمة قطة تعيش هنا 
تمطرني بحنانها لمدة نصف ساعة 
قبل أن أطعمها 
ثم تبدأ بالمواء بجنون بقية الوقت
وكأنها تسترجع ذكريات مذبحة 
دير ياسين او قانا 
كأن طرطوس مدينة فاضلة لولا ازمة البنزين 
إنها المكان الذي لم يعرف سوى السلام والتناغم
حتى ضباط الشرطة في طرطوس 
يضعون زهرة في شعرهم 
ليؤكدوا كلامي.
البحر هنا مكان للتعبد الروحاني يعيش الناس هنا في توازن وسكينة أكثر من بقية سكان الأرض
يبتسمون 
ولكن الفساد يعم ارجاء المدينة 
والفقراء شعباً مسالماً ومتعبداً
كيف لي أن اعرف الضغوط الكامنة خلف تلك الوجوه المشرقة 
وكأن المهدي سيظهر بعد اسبوع 
المكان مناخ مناسب والبحر وأنت تتأمل الشط عن كثب 
تبدأ الخطوط البارزة بالتلاشي 
وتتحول إلى مزيج غامض من الالوان الضبابية 
على الصخور المرمية على مصب نهر الغمقة 
ثمة شيخ عجوز جالس في عين الشمس اقترب منه اسلم عليه 
كم عمرك يا عم
يتنهد 
ربما خمس وستون 
أقول له أنا كذلك 
قل لي في اي سنة ولدت وفي أي شهر 
يقول يوم الخميس 
لا يعرف تاريخ ميلاده
استوضحة اكثر 
يجيبني لم اذق طعم اللحم منذ سنة 
قل لي عندما كنت شاباً من كان الحاكم يقول لي غورو ونابليون 
حسب ذلك عمرة مئة وعشر سنوات 
مواليد يوم الخميس 
تحكمهم روحين حيوانيتين هما النمر والاسد
شجرة مواليد الخميس هي القطلب وطيرهم هو الطاووس 
لديهم طباع محترمة ويتمتعون بذاكرة قوية ورغبة بمساعدة الناس 
اشعلت سيجارة 
ورحت ارامق الشيخ واتحسر 
لو كان بمقدوري ان ادخله المطعم القريب وأقدم له الكباب 
واحسرتاه على حالنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان