النيران انطفأت بقلم الأديب عبد اللطيف خضر

النيران انطفأت 
والظلمة تزحف فوق غابات الروح
أنا هنااسبح في فضاء من موت
أنا طائر الرخ.
قالت.
احب جنونك ياطفلي الساحر
أجمل ما فيك احلامك
مدينة طرطوس مغسولة بالشمس
غربة تائهة على الشاطئ
نساء كالزنابق
غبطة تشع كلمعان الشمس
الروح هناك والجسد تائه
أنا هنا فائض وهامشي فوق بحر وتحت عتمة
قال طائر الليل المذعور 
انت ايها السيد الأحمق
انت هالك في الحب
لكنني كالعرب يحلو لهم النوم في حقول الماضي الخضراء
فلسفتي في الحياة تقول
لا شيء حقيقياً في هذا العالم سوى الجنون

اطفو كبحار أضاع الجهات بعد أن انحطمت سفينته
الصبية التي ترتدي البكينو
حديقة من الورد والأعشاب والندى
تتمايل تتغندر أمامي
وأنا نبتة برية خائف من نفسي ومن دمي 
لماذا تبكي..
عبراتها الحارة منحتني غفراناً
تحول في الحلم إلى عاصفة
في هزيع الليل الأخير
في زوايا روحي تلتف كالأغصان
فيقول الحب ما يقوله المطر لأوراق العشب
فضاء من النشوة والرغبة 
نصطدم في مضيق اليأس
نخبك ايتها الصبية
في زمن الحرب تبقى النساء
محطة المحاربين
وأنا اعبر المطهر امامي يلوح الجنون 
ماذا لو قالت لي سنتزوج.
تيار مكهرب يجتاحني وأنا تحت مظلة هذا السحر الشجي في شرفة اللاأمل وحياة بلا معنى
يا إلاه الأبالسة
كم من الحنق والحزن تفيض به نفسي
عندما يهبط اليأس يتلاشى الأمل
انا مخدوع ومولع بالسراب
الأنوار المومضة تفتح في الظلام مسارات على مدى البصيرة والبصر
لتوقد نيرانها في الشعاب الحالكة 
فتصبر يا عبد اللطيف تصبر

يا إله البحر كم الحياة جميلة
هجست وأنا في هزيع الليل على الشرفة المواجهة لشجرة الصنوبر
المكلله بالريح 
التي تعزف اصابعها على وبرها الأخضر
امرأة سادرة في نومها منذ العاشرة
لا بد وأنها تشخر وهي مستريحة في احلامها الخرقاء
الليلة ..
أنا والمساء طائران من حزن
بخار كونياك مصنوع من صلوات وتهاويل كنسية
نساء من الجن يمشطن شعرهن 
آه انا انفق من العطش والتعب والجوع في عراء الصحراء ولا أصهل
رجل مصاغ من النار
وفتاة في شفافية الندى
ابحرنا في الثرثرة وطقوس التعارف
اقول لنفسي وأنا امتلئ بها بعد لقاءنا
مزيج من البرونز وزهر الليلكي
الآن انتزع السهام عن ليل اعشى
نجومه ضئيلة الوميض
المرأة نور الله على الأرض
تطهرت في الأعماق الزرقاء والعتمة
رشفت قليلاً من قدح النبيذ الأبيض الموجود امامعها ثم استدارت عني بوجهها الأسيل النضر
هي كواحدة من الحوريات التي وعد بها الرسول المؤمنين في الجنة 
اطلق شهباً وردية في سماء مظلمة الساعة موشاة بعبق وازهار النسغ 
كأرملة نما في طفولتها وتفتح في احضانها برعماً برعماً
الجثةالجوفاء في داخلي
تساءلت .
هل أخطأت في علاقتي حتى التخم الآخر
في الوقت الذي تعجز فيه 
عن شرب الخمر وعشق النساء
ما الذي يبقى لك غير دوي طلقة الرحمة
عبد اللطيف خضر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان