آفاق بقلم المبدع رماح اسماعيل هرموش

آفاق ..

خمسون عاماً في ذات الدكان مع ميزانه التقليدي وأوزانه الحديدية مع صندوق بندورة وإلى بجانبه كومة خيار ؛ فماذا ينتظر ! 
خمسون عاماً يقلم أشجاره ويقدسها في مسيرة عمل لاينتهي حتى المساء  في مزرعة ممتدة الأطراف ،وقد هجرها الصغار والكبار ، فماذا ينتظر ! 
خمسون عاماً لم يتأخر  عن عيادته واول ادواته ابتسامة التشجيع فماذا ينتظر ! 
خمسون عاماً وهو على رأيه الثابت : لن أترافع عن ظالم مادمت حياً ، فماذا ينتظر ! 
خمسون عاماً وجدتي لم تقتنع بماكينة الكبة الحديثة وترنو بنظرها إلى جرنها الصواني في الباحة وتبتسم فما عساها تنتظر !
خمسون عاماً وهو يمسح مدفعه القديم ويربت على ظهره فماذا ينتظر !
خمسون عاماً ومازالت تقف  خلف النافذة بفصول العام الأربعة فماذا تنتظر ! 
خمسون عاماً والطبشورة ترسم حجمها بين اصبعيه ومازال منتشياً أمام السبورة فماذا ينتظر ! 
الآن ..يقف الصغير على الرصيف المقابل ويتابع وجوه الناس وحركاتها فماذا ينتظر ! 
وذاك  جارنا يتطاول ليداعب الياسمينة المتربعة على مدخل بيته ويوميء إليَّ فماذا ينتظر ! 
خمسون عاماً مازلنا نقطع الدروب وترتسم الخطوات على وقعنا فماذا ننتظر ! 

رماح اسماعيل هرموش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان