بين الريح ولمعة البرد بقلم الشاعر يوسف المحمود

*  بينَ الرّيحِ و لمعةِ البردِ في الجوري 

سكنَتْ ثورةُ رياحِ اجتياحي
وهدأتْ لمعةُ البردِ في الجردْ
ففتحَ البعدُ نوافذَ هجرٍ من جراحي 
 وأسدلَ ستائرَ شوقٍ من وَرَقْ 

أنَّتِ الرّيحْ 
 ولمَّتْ تحتَ إبْطَيها كوفيّةَ ثلجٍ من غَسَقْ
 فتمزَّقَ الوقتُ في الوقتْ
 بينَ وسائدِ العتمِ ،وغافي الغروبِ ، و هَمْسةٍ حاكتْ صِباها من شَفَقْ

فأشرعَتْ نوافحُ الوردِ لهاخدّاً من شَبَقْ 
 ولَونَينِ ، وغمّازتَينِ ، ورَمشتَينِ
 إنْ لم أكنْ أخطأتُ الحسابَ من عَبَقْ 

وراحتْ تكفكفُ لها دمعاً
 تَشْتَشَ اللُّطفَ في عيونِ الزّهرِ منها قد غَدَقْ  
ونَهدتَينِ من ذهبٍ وعاجٍ ، وسَيلَ ضِياءٍ ، ونبعَ حياءٍ من وَدَقْ 

شاختِ الرّيحُ أنْ شابَ فوْداها 
 تلمُّ لها ثوباً فرّمَ زرَّينِ
 وعباءةً مرقوعةًمن شتاءٍ
  وجيبَينِ مزروبتَينِ من عَتَقْ 

 والوردةُ طفلةْ
 عمرُها أمسِ أو قبلَ أمسٍ قد خَفَقْ
 من ضحكتَينِ ، وغمزتَينِ ،
 وصهلتَي جوادٍ ، ويومٍ ، وبعضِ يومٍ قد مَرَقْ 
أو يعلمُ اللهُ عمرُها فقط مقدارُ سُكرتَينِ من صحوةِ الجوري ، وشمَّتَينِ من حَبَقْ 

ومالَ قدُّها الكسلانُ 
 وكانَ من غصونِ البانِ رُمْحاً قد مَشَقْ 
 وعلى جناحِ هروبها منهُ أثقلتْ عصفَ حَيرتِهِ بِشَيْلَتَيْنِ من قَلَقْ

هكذا هو الوردُ يُغمِضُ بينَ العِناقِ وسُكرةِ الثّغرِ من خمرةِ الشّهدِ ،وخجلةِ العينَينِ ، ولهفةِ عشقٍ قد عَمَقْ 

وظلّتْ سلالُ الطِّيبِ تزفُّ
 الطيوبَ 
وأفواجُ عبيرٍ
 تلمُّ العبيرَ
من ضحكةِ الوردِ
 بلونِ الخدودِ
ولحظةَ نورٍ من زهوةِ عِشْق قد بَرَقْ 

أقعتِ الرّيحُ مفتورةً
ومئذنةٌ تنعي خصلةَ عتبٍ وشّاها الفراقُ.  وذرفُ قطرتَينِ في جبينِ العجزِ من عَرَقْ 

والجوري ينسجُ بفوحِ صِباهُ وعُمْقِ المدى مَدَىً
 عُمْرُهُ من عُمْرِ عواصفِ عُمْريَ المهروقِ قد سَرَقْ .
        
                                  * أنا يوسُف المحمود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان