لماذا الخريف بقلم الشاعر محمد عزو حرفوش
لماذا الخريف؟!.
الخريف فصل كغيره من الفصول.. يأتي ويمضي.. غير أنّ بصماتِه أكثر تأثيراً.. لحظة ولوجه باب التقويم يتسرّبُ في شقوق العمر.. ويرتشح في مسامات الروح.. يكنس باقي الفصول من أمامه.. ويتربّع على عرش الأنين والشكوى.. يفتح حقائبه المكتنزة بموروث يملكه وحده.. في الأذهان والأبدان وحتّى الأغصان.. يُلبسُها جميعاً ثوبه الشاحب الأصفر.. ليس غيرة وإنّما إنهاكاً.. مع سبق الإصرار والتصميم. تغادرُ الأوراقُ أغصانها معلنة الرحيل. نسماته ليست عليلة.. تتغلغل في الأرواح العارية المنتشرة على قارعة الصمت.. تنثر فيها الشجن ودنان الجفاف وسكرات الوقت. لتزدحم الذكريات الكئيبة مثقلةً بمفرداتٍ تحرج الأبجديّة. شحوب..سقوط..رحيل.. فراق.و..
ربّما يكون بريئاً ونحن له ظالمون أو لأسراره غير مدركين.. ربّما يملأُ حقائبه مجدّداً بهذه المفردات حين يغادر.. ليغسلها من شوائب علقت بها.. ربّما يحفظ بذور البدايات الجديدة من الفناء. ربّما؟!.
ولكن أيّاً تكن الحقيقة.. يبقى السؤال الراسخ التائه دون إجابات شافية.
لماذا الخريف؟!.
تعليقات
إرسال تعليق