ان تتزوج فلسطينية بقلم الأديب عبد اللطيف خضر
أن تتزوج فلسطينية من غزة
كمن يتزوج مشروع شهيدة
هاهي فريال..
فوق المشرحة ممددة
نصفها الأعلى عارٍ
مجللة هي بملك الموت وقلبها ساكن كحجر في قاع بحر
وحدها تموت ودمشق لاتلبس حدادا
لكن عينيها الهادئتين وسكينة وجهها
ترسمان إشارة الإستفهام الأبدية
لماذا يموت الإنسان ؟
كانت أميرة
من سلالة اعترضت الحياة
ابتغت أن تقول شيئا خاصا
لكن الزمن حكم عليها بالسقوط
اخترقها كالرمح من الخاصرة إلى الخاصرة وهي تتصدى لقانون الزمن
هي ذي راقدة
هي شاعرة الوقت الملعون
شاعرة الأزمنة الراحلة
فوق البلاط البارد مسجات
وفي الجانب الأيسر من صدرها علامة طلقة مرت عبر الأذنين مزقتها ومضت
لكن الجسد مازال حارا تحت أصابعي
فوق الجسد الذي ما زال حارا تقف اختها التي تنتحب من بين كل النساء الدمشقيات
ووحدها مرتدية سوادا يحاكي السواد العربي
نساء غرباء صامتات
وممرضات مجلات بالصمت والحزن
وفي الطرف الآخر من المدينة توجد صبية لاتقترب تعرف من القاتل وتتدثر بالصمت والخزلان
اعتذر وأصابعي الخمس تلامس وجهها وتمسح صدرها العاري العريض المكتنز
هي نفسها بإبهتها وبهيئتها التي مالت أخيرا وهوت
وغير الحركة لاتنقصها
أي خطأ يكمن فيها لماذا لا تقوم
لماذا لا تكون أليعازر
بسم الآب والأبن والروح القدس
ادعوك أن تقومي
يزداد شهيق اختها يرتفع غفرانها ترتمي فوق الجسد الأبيض يتغطى الجسد بالكآبة وتروح شفتاها تلثمان الصدغ والوجنتين والشفتين والعنق ثم تجمدان فوق بوابة الطلقة
هذا عصر اسود لا عصر الشعراء
نم يا أليعازر
نامي أي فلسطين المسيح غائب في هذا العصر الدامي
أنا أغادر شارقا دمعة تود أن تغفر
فتتلقاني الريح
عبد اللطيف خضر
ٕ
تعليقات
إرسال تعليق