ليالي الحزن الطويلة بقلم الشاعر عصمت مصطفى

ليالي الحزن الطويلة ..

في هذا الوقت المتأخر من الليل 
و أنا أكتب الشعر 
أحفر في باطن الكلمات 
ظنناً مني 
سأجد عسلاً في براعمها 
أو نبع ثلج 
أو سأحصد باقة ورد 
لكنني ..
لم أحصل سوى 
على ليالي حزينة و طويلة 

في هذا الوقت المتأخر من الليل 
و أنا أكتب الشعر 
أحاول أن أقنع القمر 
ليعيرني حذاءه 
لأستطيع أن امشي بها 
في سهول و وديان و جبال بلادي 
لكنني ..
لم أستطع أن أخطوا بها 
خطوة واحدة 
بين الألغام ومخلفات الحرب

في هذا الوقت المتأخر من الليل 
و أنا أكتب الشعر 
أحلم أن أعود طفلاً 
و لو لمرة واحدة 
لكنني ..
نسيت إن ذاك الألم 
الذي أبتلعني بالكامل 
عند أول جرح 
لم يسمح لي بالنوم 

في هذا الوقت المتأخر من الليل 
و أنا أكتب الشعر 
أبحث بين عظامي 
عن بقايا أغنية قديمة 
أسلي بها أنيني 
لكنني ..
نسيت بأنني من الخوف 
أخذت كل عظامي 
و استخدمتها كالخرسانة 
و بنيت بها جداراً حول قلبي 

في هذا الوقت المتأخر من الليل 
و أنا أكتب الشعر 
أفكرُ 
و لو لحظة ٍ واحدة 
أن أصبح كابن الرومي 
و أمنح قلبي ذاك الحب الإلهي 
لكنني ..
تأخرتُ كثيراً 
و لم أعد أستطيع أن أجمع تلك الألوان السامية في عينيّ 
بعد أن غطى عليهما الحرب 
بالدخان و الرماد 

في هذا الوقت المتأخر من الليل 
و أنا أكتب الشعر 
أطلب من روحي 
أن تهدأ بي 
و بجرحي المفتوح 
و حبي الممزق 
و أن تمضي بي 
ببطء ٍ شديد ٍ 
بين شظايا هذا الصقيع النائم على كتفي 
لكنني ..
أصمتْ ، ثم أصمتْ ، ثم أصمت ..
و أحمدُ هذه الحياة 
التي حرمتني من كل شيء ٍ 
إلا من الوقوف على قدمي 
و التمتع بغروب الشمس 

بقلمي : م عصمت مصطفى 
                  أبو لاوند 
                   سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إلى غجرية بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

بيلسان بقلم الشاعر غسان الاستانبولي

ارحلي ياطيور بقلم الشاعر علي نزال الشيحان