بين طغيان الحب واستبداده بقلم الشاعر عصمت مصطفى
بين طغيان الحب و استبداده ..
أنا طاغي
طاغي حقيقي
لأنني عندما ولدتني أمي
شعرتُ بأنني انتزعتُ الحياة منها إنتزاعاً
كما لو إنني سلبتها
أو إختلستها
أو نهبتها
لذلك ..
وصلت أمي إلى النهاية مبكراً
أنا إستبدادي
إستبدادي حقيقي
و كان أبي يدربني ، لأكون مستبداً عظيماً
عندما كان يعبر عن حبه لي ، أكثر من أمي
حيث كلما كان يمرُّ بجواري
يزرع قبلة على وجهي
و ينصحني :
يابني ، أغلق قلبك جيداً
إن الحب لا يمل
لا يكل
سيأتي و يقرع بابك بإستمرار
و أنتَ مازلت صغيراً
لا شيء لديك لتعطيه
لا خبز ، لا ماء ، لا سيجارة ... لا كأس نبيذ
و كان يقول :
من ليس لديه ماء
لا يفكر
إن كان الخمر ، محرماً أو محللاً
من ليس لديه خبز
لا يعلم
إن كان كعك العيد ، حلواً أو مالحاً
من ليس لديه ضمير
لا يهمه
إن مات ، مؤمناً أو كافراً
من ليس لديه عقل
لا يعرف
إن كان الوطن ، مصحاً أو معتقلاً
من ليس لديه قلب
لا يفقه
إن قضى عمره ، حياً أو ميتاً
بقلمي : م عصمت مصطفى
أبو لاوند
تعليقات
إرسال تعليق